عن مظلومية القبائل يكتب - عبدالكريم دوخي الشمري

زاوية الكتاب

كتب 1523 مشاهدات 0


كنت في السابق أنتقد بعض الطوائف التي تدندن دائما على مظلوميّتها رغم تكذيب الواقع لهم…!
فمن ينظر في حالهم يجد بأنهم نالوا أضعاف أضعاف ما يستحقون من حقوق المواطنة…ولكن لعلمي بمغزاهم وغاياتهم من الدندن حول المظلومية- رغم تكذيب الواقع لهم -هوّن علي الصدمة!
فهم لا يكلون عن الكلام عن مظلوميتهم ويبالغون فيها لأنهم بهذا الصنيع يكونون بين حسنيين…إما كسب المزيد من المزايا أو على أقل الأحوال ابعاد الآخرين عن تنقّص مزاياهم الحالية!
والحقيقة أني كنت أظن بأن هذا السلوك قاصر على هذه الطائفة ولم أتيقن بأنه إسلوب ناجح في المناورات السياسية حتى رأيت بعض من يتصدر للكلام عن حقوق أبناء القبائل -بغير وجه حق-ويستخدمه بغباء عجيب…؟!
فمن ينظر في حال هؤلاء -المتصدرين-يضطر للوقوف معهم أكثر من وقفة…؟
الأولى-أن إسلوبهم لا يدل لا من قريب ولا من بعيد على نوايا الإصلاح الصادقة والتعددية التي يريدونها!…فتجدهم يضيّون في كلامهم واسعا ويجعلون أبناء القبائل فصيل حر مناضل لأنه يسير خلفهم وفصيل مستعبد عديم الكرامة لأنه لا يريد هدر طاقاته وطاقات من يعز عليه في صراعات سياسية تتمحور حول مصالح شخوص معينة!
لذلك تراهم في كلامهم بعد أن يملأوا فضاء تويتر بالتباكي المصطنع على أبناء القبائل يتساءلون ولكن كيف نُعلّم من استمرأ العبودية؟
ليقرروا ضمنيا بأن من لا يوافقنا فهو ممن استمرأ العبودية…ومن يسير خلفنا فهو مناضل حر…!
والحقيقة أن أبناء القبائل-وأنا منهم-أكبر من اختزالهم في هذه التقسيمة الجائرة!
ومن ينظر في حال أبناء القبائل يجدهم كبقية شرائع المجتمع الكويتي فيهم من أخذ أضعاف أضعاف ما يستحق وفيهم المظلوم…وفيهم العنصري على بقية شرايح المجتمع حتى على بعض أبناء القبائل الأخرى!
فالتتعميم في الكلام على مظلومية أبناء القبائل كذب قامت الأدلة التاريخية والواقعية على تكذيبه ورده…!
الوقفة الثانية-
من ينظر في حال هؤلاء المتصدرين للكلام عن مظلومية القبائل يجد بأن كثيرا منهم حديث عهد بالحرية…وكل حديث عهد بالحرية يسيء استخدامها…فهم ذوو تاريخ عريق في التقرب من الأقطاب السياسية والتجارية…وقد يكون لسوء حظهم أنهم وقعوا في قرب قطب سياسي أو تجاري عنصري تجاه أبناء القبائل…فرأوا منهم منهم ما رأوا حتى إذا أتت لهم فرصة للإنتقام بالغوا في الرد عليهم وحاولوا التقوي بأبناء القبائل عن طريق تعميم وصفهم علي أبناء القبائل…ولكن الحقيقة تأبى هذا…!
فأبناء القبائل كثير منهم بفضل الله عنده من الكرامة والغنى النفسي ما يجعله لا ينظر إلى غيره على سبيل المقارنة…ويحمد الله الذي عافاه في دينه ودنياه ولم يمكن أحدا من تنقّصه…!
كل ما تقدم يؤكد بأن محاولة جر أبناء القبائل قسرا خلف فصيل سياسي له مصالح وآراء سياسية معينة وعدم قبول الآراء المخالفة له بحجة أنها ليست آراء أحرار مناضلين…دليل صارخ على العقد النفسية التي يعاني منه أصحاب هذه الدعوات…وأنهم كذبة في دعواهم ومطالباتهم بالتعددية وقبول الآخر وتقريراتهم لنسبية الحقائق…ورفض احتكار الحقيقة…!
والتاريخ من أصدق الألسنة التي أخبرتنا بأن المشي خلف هؤلاء فيه خراب الأوطان والأخلاق…؟!!

عبدالكريم دوخي الشمري

الآن - رأي / عبدالكريم دوخي الشمري

تعليقات

اكتب تعليقك