رئيس تحرير العربي : المجلة روح الكويت الثقافية
منوعاتنوفمبر 30, 2014, 11:24 ص 1787 مشاهدات 0
أكد رئيس تحرير مجلة (العربي) الدكتور عادل سالم العبدالجادر ان المجلة تمثل روح الكويت الثقافية منذ 56 عاما وحافظت على شكلها ومضمونها جامعة بين الأدب والفكر والفلسفة والتنمية والابتسامة والطرفة لتشكل مزيجا لطيفا ذا نكهة خاصة بالنسبة للقراء.
وقال العبدالجادر في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم بمناسبة صدور العدد الاول للمجلة في 1 ديسمبر عام 1958 إن (العربي) علمت جموعا كثيرة من المثقفين في العالم العربي الذين حملوا ذكراها الجميلة بصورة استطلاع أو قصيدة شعر أو مادة ثقافية أو فلسفية أو دينية أو كاريكاتير وغيرها من مواد طبعت في مخيلة الطفل العربي الذي أصبح فيما بعد مثقفا بل من كبار المثقفين.
وأضاف أن (العربي) أضحت بصمة لتاريخ الأمة الثقافية 'ويعني نجاحها أن هناك قارئا مثقفا وبفشلها أصبح القارئ المثقف لا يستطيع الكتابة ولم يعد موسوعيا بقراءته فيقرأ كل شيء وأصبح يبحث عن السهل لأن الطباعة الورقية تواجه صعوبات في العالم كله لا في العالم العربي فقط'.
وذكر أنه جاء الى (العربي) بهدف اعادتها الى سابق عهدها معتبرا أن البناء ذا الركيزة الواضحة والأساسية والمؤسسية هو الذي يكتمل ويصلح مبينا أنه يبحث منذ عهد الدكتور أحمد زكي الى عهد الدكتور سليمان العسكري - رؤساء تحرير المجلة تباعا- عن أي قاعدة هي الأفضل 'لكي استمد الأسس ومن ثم نتفرع أفقيا لإيجاد مرحلة قوية نبدأ منها الأساس وننطلق بمعطيات وثقافة هذا العصر'.
وقال العبدالجادر 'سنعمل على وضع خلطة من معلومات وإبهار مع رسم الابتسامة وادخال الرسم والصورة فضلا عن نوعية المقالات والشعر المقفى من العصرين الجاهلي والعباسي وغيرهما من عالمنا العربي على مر عصوره'.
ولفت الى أن الاشكالية هذه الايام تتمثل في أن مضمون الشعوب الفكري والثقافي قد تغير حيث دخلت على الشعوب التقنية الحديثة والتكنولوجيا والكمبيوتر وشبكة الانترنت 'والتي أثرت جميعها في (العربي) واخفتت صوتها وقللت من عدد قرائها'.
وأشار الى أن وضع المجلة مع هذا التطور 'يشبه وضع الجدة التي كانت تحكي قصصها للأطفال لكن صوتها بعد فترة خفت بعد ما انتشر الراديو الذي جذب الناس حوله ثم جاء التلفزيون وبعده السينما والفيديو فالقنوات الفضائية ما جعل الناس ينسون قصص الجدة وهو شأن مجلة (العربي) التي كانت تقرأ على نطاق واسع لكن الاهتمام بها تراجع مع انتشار القراءة الالكترونية'.
وذكر ان المجلة مدعومة من حكومة الكويت لذا فإن المجال مفتوح لأن تكون مجلة ورقية وهناك فكرة بجعلها مجلة الكترونية والعمل عليها ليس صعبا فهناك العديد من المقالات التي ستنشر عن طريق موقعي التواصل الاجتماعي (فيس بوك) و(تويتر) لقياس ردة فعل القارئ العربي في كل مكان فهو أمر مطروح وتجري دراسته للعمل فيه مستقبلا بعد تخطي بعض المعوقات.
وأكد العبدالجادر ان ادارة المجلة تدرس فكرة تخصيص باب للشباب العربي و'سنعمل على تفعيل حسابات المجلة على مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة بعد دراستها' معتبرا ان هناك مشكلة في النصوص 'لكنها ليست معضلة اذ نعمل على الاستكتاب.
وأضاف 'لدينا كتاب كثر يتمتعون بجودة عالية في الوطن العربي كما نعمل على أن تكون المجلة مائدة يجد كل شخص ما يعجبه فيها' مشددا على سعيه إلى أن يكون تناول المواضيع الدينية بوسطية وأن تكون المواضيع السياسية هي التي تلك التي تأخذ المنحى الوطني فقط.
وقال الدكتور العبدالجادر إن وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح اقترح أن تكون هناك هيئة استشارية لاختيار المواضيع التي تنشر بالمجلة 'لكننا لا نملك الآن الوقت لكي ننجز هذا الأمر'.
وأوضح ان اختيار المواضيع الان يتم من خلال الاستكتاب او ما يصل الى المجلة حيث 'أقوم بقراءة كل المقالات ثم ابعثها الى المحررين كل حسب اختصاصه لابداء آرائهم ثم نجتمع مع المحررين لنقاش المواضيع الرمادية حتى نتخذ قرار النشر أو عدمه والذي يستند الى الموضوع الجميل لا اسم الكاتب'.
وذكر أن المجلة تتعاون مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) من خلال مسابقة القصة القصيرة حيث تنشر القصة الفائزة بالمجلة وتقرأ في الاذاعة ولدينا مسابقات (العربي الصغير) ومسابقة التصوير مشيرا الى ان ذلك يحتاج لجهد ومختصين لفرز المشاركات والحكم عليها وهو أمر صعب نوعا ما.
وبين العبدالجادر أن ندوة العربي التي تقام كل عام تمر بمرحلة اعادة بناء لأن ادارة الندوة تحتاج الى كوادر فنية اعلامية واعلانية وعلاقات عامة لاستقبال الضيوف واحتياجاتهم اضافة الى ترتيب اوراق المحاضرين في الندوة وما يحتاجون اليها لذا 'السنة القادمة لن نكون مؤهلين لاقامة الندوة ولكن ستعود عام 2016'.
وأشار الى سعي المجلة الى اجتذاب الشباب للقراءة من خلال التفرد بالمقالات والصور والاخبار لتكون عنصر جذب للشباب بما تحمله من إثارة حب المعرفة لديهم من خلال طرح مواضيع ذات طبيعة جدلية فلسفية علمية لجذبهم والارتقاء بفكر الشباب من خلال قراءة موضوع يبهره.
وذكر أن السعي يعنى أيضا بجذب الشباب للقراءة من خلال الشكل الاخراجي للمجلة واستخدام اخر ما توصلت اليه تكنولوجيا الطباعة والاخراج وبالشكل الجميل الذي يغري الشباب الى اقتناء المجلة ويجذبهم ما يتماشى مع اهتماماتهم' موضحا أن العنوان وحده لم يعد هو الجاذب للشباب بل عدة عوامل مجتمعة منها الجوهرية كالمادة والشكلية كالاخراج.
وأكد ان افضل طريقة للوصول الى الشباب ستكون من خلال اصدار الكتروني للمجلة ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة حيث ان الأعداد المطبوعة من المجلة محدودة لذا يصعب توزيعها على الأعداد الكبيرة التي نطمح للوصول اليها وهذا ما يواجه كتبا كثيرة شهدت افضل المبيعات حيث لا يصل عدد نسخ الواحدة منها الا الى ثلاثة الاف نسخة.
وقال ان اغلب من يكونون في عمر الشباب هم من الطلبة ويحتاجون الى البحوث بكثرة وهذا ما نسعى الى تحقيقه من خلال الاصدار الالكتروني للمجلة التي سيجدها الشباب من خلال محركات البحث الالكتروني للوصول الى اهتماماتهم ومن ثم جذبهم الى قراءة المجلة.
واوضح ان مجلة العربي تسعى لاستقطاب الكتاب الشباب حتى لو كانت مشاركاتهم دون المستوى الاحترافي في عدد من أبواب المجلة مثل (بريد القراء) وغيره مشيرا الى ان القلم الشاب انفعالي لطبيعته الشبابية و'هي مشكلة نواجهها حيث يوافق القليل منهم على تصحيح أو مراجعة مقالاتهم'.
وبين ان الطفل من أهم ما تسعى المجلة الى محاكاته وتنشئته على حب القراءة في مواجهة الهجمة القوية للالعاب الالكترونية وذلك بوضع العاب تفاعلية له كالتلوين والرسم مشيرا الى ان (العربي) افتقدت في صفحاتها الى حيل تجذب الصغار في المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال والحضانة والذين يحتاجون لألعاب يتفاعلون معها يدويا وهو ما لا توفره لهم التكنولوجيا.
واكد الدكتور العبدالجادر ان من أهداف المجلة القيام بدمج الألعاب بالتعليم من خلال توفير ألعاب تجذبهم كالحروف والصور والتوصيل والربط بينها 'حتى نمزج ما بين المتعة والفائدة والتعليم'.
وأشار الى وجود مشكلة تواجهها المجلة تكمن في ان قليلا من الكتاب متخصص في مجالي التربية والأطفال اضافة الى وجود مشكلة الحقوق الملكية الفكرية والأدبية التي أصبحت عائقا امام ايجاد المادة المناسبة للطفل.
تعليقات