موروثنا الفكري والثقافي لابد أن يتجدد ويتطور!.. بنظر صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 27, 2014, 12:17 ص 431 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / قبور جماعية
صالح الشايجي
تصورات الناس للحياة وتطلعاتهم فيها ونظراتهم اليها تتباين وتختلف، البعض حسب المعتقد الديني الذي يعتقده، والبعض حسب البيئة والثقافة والعادات والموروث التي نشأ فيها، والبعض من كل فريق أنشأ لنفسه نظرة خاصة للحياة مغايرة للنظرة العامة لفريقه، نابعة من فكره الخاص أو اجتهاده هو وفلسفته هو.
وأغلب ـ إن لم يكن كل ـ من أبدع وأنتج وأسس لنظريات فلسفية أو اخترع وصنع وساهم في تغيير وجه الحياة، هم أولئك المتفردون في نظراتهم للحياة وفلسفتها والمنعتقون من سطوة الفكر الجمعي السائد في مجتمعاتهم أو قومياتهم أو أعراقهم أو معتقداتهم.
العبقري أو المتميز هو من تفلت واستقل وتحرر من سطوة الثقافة الشاملة المسيطرة على المحيط الذي يعيش فيه.
إن الانقياد الى ثقافة واحدة وفكر واحد وحبس الذات داخلهما، هو قتل للخلق والابداع والإنتاج المثمر.
هذا ما يجب أن تعيه المجتمعات الإنسانية وتؤمن به، وإن كان هذا الأمر قد تحقق في مجتمعات وبلاد كثيرة على كوكب الأرض وفتح لها باب الحياة واسعا لأن تُسمع كصوت مدوّ بين سكان كوكبنا وضوء براق يرى من بعيد البعيد، فإن مجتمعات أخرى وبلدانا أخرى لم يكن لها نصيب من الانعتاق من عبودية الفكر الواحد والثقافة السائدة وإجبار الجميع على الايمان بها وتأثيم الخروج عليها.
كثير من المتميزين والخلاقين والبناة موجودون في المجتمعات كلها، ولكنهم منقادون مرغمين الى حظيرة الفكر الواحد والأعراف السائدة والجمود والسكون في مجتمعاتهم ما يحرم مجتمعاتهم من ابداعاتهم وخلقهم والمساهمة في تطوير مجتمعاتهم.
هذه المجتمعات الخاملة يصيبها مرض الركود كما تصاب مياه البحيرة الراكدة بالأسن والعفونة والحشائش الضارة والحشرات الناقلة العدوى.
من هنا يجوز القول بضرورة عدم الاعتداد بما يسمى العادات والتقاليد والافتخار بها وكأن الثبات عليها انتصار للمجتمع وللناس فيه، وبالطبع أنا لا أعمم ولا أشمل بكلامي هذا العادات والتقاليد كلها، بل ان فيها ما يتعين فعلا الاحتفاظ به لما فيه من دلالات ومؤشرات الى قيم حضارية كانت سائدة ولابد لها أن تبقى من باب الرمزية لا من باب التقديس، ولكنما قصدت الموروث الفكري والثقافي هو الذي لابد أن يتجدد ويتطور وألا يلبس ثوب الجمود والتقديس ليتحول الى صنم لا يمس!
الأنباء
تعليقات