الأسر فقدت دورها الحيوي في تربية الأبناء!.. هذا ما تراه سلوى الجسار

زاوية الكتاب

كتب 408 مشاهدات 0


الوطن رؤيتي / ونجح الغرب في تفكيك الأسر المسلمة د. سلوى الجسار لم يبق لنا نحن المسلمين الا تماسك الأسرة وعلاقة أفرادها بعضهم ببعض ولكن هذا الترابط والتلاحم الاجتماعي لم يعجب الغرب مقارنة بهم وبتفككهم الأسري وانماط العلاقات الاحتماعية لأفراد أسرهم مع بعضهم والآخرين، لهذا جاءوا بأجهزة صغيرة في حجمها كبيرة بتأثيرها والتي للاسف اشكال تجاوب أفراد أسرنا مع هذه الأجهزة بشكل كبير حتى وصل الى حد الادمان عليها ولا يستطيع أي فرد التخلي عنها، ان أجهزة الموبايل وما صاحبها من برامج مختلفة جعل تواصل أبناء الأسرة الواحدة عبر هذا الجهاز حتى وهم في نفس المنزل. لقد سرق هذا الجهاز عقول ونفوس الأبناء والآباء وعلاقتهم الاجتماعية فيما بينهم. فأصبح الأبناء غرباء في أسرهم وكأنهم لا يرون بعضهم حتى اجتماعات أفراد الأسرة على وجبة الغداء أو العشاء لم تعد كما كانت من حديث وحوار ومناقشة وسؤال عن البعض، ولكن في الوقت الحاضر قلما يلتقي الأبناء والوالدان واذا التقوا مع بعضهم ينزل كل منهم بجهازه ويأكل وعيونه على شاشة الجهاز وتتبع الأخبار والموضوعات والمراسلات، فهو موجود بجسده مع أفراد الأسرة ولكن عقله وتركيزه ليس معهم، وهذا هو الحال، بل الأدهى والأمر أنه حتى الأم والأب انشغلوا كذلك بأجهزة التواصل الاجتماعي وأصبح جميع أفراد الأسرة يحرصون على تبادل الاتصال والتواصل عبر هذه الأجهزة أكثر من وجودهم العاطفي والروحي. والعجيب أصبح الادمان على هذه الأجهزة وسيلة مؤثرة للسهر الأمر الذي أثر في نفسية الأبناء وأفراد الأسرة بسبب قلة النوم وعدم التركيز والإنجاز سواء بالعمل أو الدراسة، كما انعكس أيضاً على ظهور العديد من ممارسات العنف المختلفة والضغوط النفسية وحدوث العديد من المشكلات حتى وصل الحال الى سوء استخدام هذه الأجهزة والبرامج المتنوعة على نقل الأخبار الكاذبة ونشر الاشاعات والابتزاز والفضائح الأخلاقية والتهديدات وغيرها، اضافة الى غياب الرقابة على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت على جذب الأفراد الى المتابعة وملاحظة كل ما هو ممنوع ويخالف الآداب العامة والأخلاق والذوق العام وهنا ما دفع البعض الى ممارسة سلوكيات سلبية وانتشار العنف والتعصب. يا ترى بعد ادمان أفراد الأسرة أجهزة التواصل الاجتماعي هل من الممكن الاستغناء عنها على الرغم من تكلفتها المالية العالية التي أرهقت ميزانية الأسر، الاجابة وبكل تأكيد لا وخاصة أن الأسر فقدت دورها الحيوي في تربية الأبناء وضعف دور الوالدين في متابعة الأبناء ومراقبتهم، بل أصبح الكل مشغولاً اما بنفسه أو بأصحابه وجماعته، ولهذا لم يتأسس الأبناء على أسس تربوية دينية قيمة في تربية الأبناء واحتوائهم واقامة العلاقات الودية معهم وفتح الحوار للاستماع لهم ومناقشتهم وهذا جميعه أدى الى نجاح أجهزة وعمليات التواصل الاجتماعي لتحقيق أهداف صانعيها وغزو فكر الأبناء واحتوائهم والتأثير على نفسياتهم وتوجهاتهم وأفكارهم ومعتقداتهم. أمام هذه الأزمة الاجتماعية والتربوية الخطيرة والتي أصبحت تهدد كل بيت وكل مؤسسة نطرح سؤالا مهما: ما هي المبادرات وبرامج العمل من قبل مؤسسات المجتمع والدولة في وضع خطط عمل تقدم مدخلا ايجابيا يعمل على التدخل المباشر لعلاج حالة الادمان على وسائل التواصل الاجتماعي وحالات الادمان التكنولوجي وما هي برامج الرقابة والحماية التي تقع مسؤوليتها على عاتق المؤسسات المسؤولة عن فحص ورقابة المواقع والألعاب التكنولوجية بهدف العمل على حماية ما تبقى من علاقات اجتماعية على مستوى الأسرة والمجتمع؟
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك