وجود العراقيين فى مصر بين مرحب ومتشكك

عربي و دولي

1353 مشاهدات 0


عندما تسير في شوارع مدينة 6 أكتوبر في مصر سوف تتعلق عيناك ببعض المظاهر العراقية، كالوجوه و المقاهي ..المخابز والمطاعم ، ولذا أثير في الآونة جدل حول الوجود العراقي في مصر باعتبار انه أدى لحالة من الإرباك للاقتصاد المصري وانقسم البعض بين مؤيد لاستقبالهم ومتشكك من وجودهم الكثيف . ففي حين وجدوا ترحيباً حارا من البعض، اتهمهم آخرون بأنهم السبب في ارتفاع أسعار العقارات في بعض الضواحي والأحياء المصرية ومنها مدينة نصر ومدينة السادس من أكتوبر. القاهرة - شيرين حرب: عرض وطلب وفي هذا الصدد كان لشبكة الأخبار العربية 'محيط ' هذا التحقيق للتعرف على رأي الشارع المصري ورأي العراقيين في هذا الجدل الدائر حولهم حيث أنه في الوقت الذي طالب البعض بضرورة تقنين الهجرة العراقية لمصر وكان أبرز من تحدث في هذا الشأن الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان في بعض اللقاءات التلفزيونية من منطلق أنه يرى أن مصر تعاني من الزيادة السكانية ولا تتحمل أعباء أخرى، استنكر آخرون كلام الدكتور جهاد عوده. وقال أحد أفراد الجالية العراقية في مصر وهو الكاتب الدكتور عبد الكريم العلوجي إن بعض الأصوات برزت خوفاً من أن العراقيين قد وضعوا حالة من الإرباك للاقتصاد في مصر، إلا أن هذا الكلام عار من الصحة، لأن القضية قضية 'سوق' أي عرض وطلب. وأضاف، لكن هناك العديد من الأخوة المصريين يعلمون تماماً بذلك ويستنكرون هذه الأصوات المنددة للوجود العراقي وهذا ليس أدل إلا على أن هناك وعي وطني عربي قومي لدى المصريين، حيث يعلمون تماماً أننا في ظروف سياسية صعبة اضطرتنا لإقامة مؤقتة . ليسوا عالة وأشار العلوجي إلى أن العراقيين في مصر يكنون للحكومة المصرية الاحترام والتقدير للسماح لهم بالإقامة، مؤكداً أن العراقيين ليسوا بحاجة إلى هبات ومعونات من الشعب المصري حيث يقومون بالاستثمار والتجارة وهذا يعني أن وجودهم مسألة إيجابية للاقتصاد المصري . وقال الدكتور العلوجي إن الجالية العراقية في مصر تعلم تماماً أن جزء كبير من الشعب المصري يفتح قلبه لهم ويعتبرهم ضيوفا فى بلدة، كنوع من الرد على ضيافة العراقيين للمصريين عندما كان العراق فاتحا ذراعيه لكل عربي يرغب فى العيش والعمل فى وطنه العراق، لذلك نجد الشعب المصري يتعامل مع العراقيين بخصوصية. تقديرات متضاربة وفي هذا الصدد تتضارب الأرقام التي تقدر عدد العراقيين في مصر فهناك تقديرات تقول إنهم تجاوزوا الـ 100 ألف عراقي موزعين فى مدينة 6 أكتوبر ومدينة نصر وما بين شارعى الملك فيصل والهرم، بالإضافة إلى محافظات الشرقية والإسكندرية والمنصورة وغيرها من المدن المصرية في حين قدرهم آخرون بـ 35 ألف عراقي فقط . أراء العراقيين سألنا مجموعة من العراقيين عن رأيهم في الحياة بمصر وجدنا جزء كبير منهم لا يشعر بالغربة، بل يجد نفسه بين أخوته وأصدقائه وعشيرته حيث يجدون كل الحب والتقدير فى كل مكان يذهبون إليه. من جانبه قال صاحب إحدى المخابز العراقية: إن ظروف الحرب والاحتلال جعلتني أهرب وأسرتي من جحيم العراق ومن رؤية أشلاء الجثث مترامية هنا وهناك فاستعجلت الرحيل خوفا على نفسي وأولادي فقررت التوجه إلى أم الدنيا مصر وقمت بافتتاح المخبز وأقيم في إحدى البنايات المجاورة . وعن الأسباب التي تجذبهم لمدينة 6 أكتوبر قال الحاج منصور وهو صاحب مطعم عراقي إن هذه المدينة رخيصة الثمن مقارنة بالمناطق الأخرى. وأضاف سألت عن أسعار الشقق في ضاحية المهندسين وغيرها فوجدتها مكلفة للغاية وهذا ليس حالي وحدي بل حال جميع العراقيين الذين بدأوا يتصلون ببعضهم البعض ليسكنوا بجوار بعضهم . تُشبه بغداد في حين أجاب حسين وهو طالب بجامعة 6 أكتوبر حينما سألناه لماذا هذه المدينة بالذات قائلاً : إن أكتوبر قريبة الشبه لوطننا الأول بغداد حيث شكل المباني والفيلات والشوارع الواسعة والهدوء ، وأعرب حسين عن أمله في تحسن الأوضاع بالعراق لكي يرجع مرة أخرى لوطنه . وفيما قال أبو يوسف لي أربعة أولاد أدخلهم المدارس الخاصة ذات التكلفة المرتفعة لأننا محرومون من إدخال أبناؤنا المدارس الحكومية بمصر وهذا بخلاف الدروس الخصوصية التي ندفعها. ولفت إلى أن أهم المشاكل في مصر هي الإقامة فقد كانت قبل عام سهلة وأصبحت صعبة الآن. أراء المتشككين وحول رأي الشارع المصري في الوجود العراقي قالت أم أيمن إن مصر ليست الدولة الغنية لدرجة أنها تحتوي لاجئين يأخذوا من خيراتها ، وأردفت كفانا شعارات وكلام ذو صبغة قومية مخدرة للأعصاب والمشاعر مما يجعل تفكيرنا وحكمنا على الأشياء غير موضوعي. غير إن المهندس محمد فرج كان له رأى مخالف مؤكدا إن العراق هو من أستقبل المصريين أيام انفتاح السبعينات وكان المصريون في العراق يعاملون بصورة خاصة عن باقي الجنسيات الأخرى وفي المصالح الحكومية كانت لهم شبابيكهم الخاصة دوناً عن أي جنسية أخرى وكانت لهم أحياؤهم الخاصة بهم ومرتبات خاصة . وعلى صعيد متصل، أشار المرصد الإعلامي العراقي في بيان نشر على شبكة الإنترنت إلي ترحيب القاهرة بالعراقيين الذين يرون أن مصر 'هي الدولة التي اختاروها للجوء إليها' وهذا الوصف الذي يشمل قانونياً بالإضافة للراغبين في القدوم للإقامة المؤقتة بغرض السياحة أو العلاج أو التعليم الخ' هؤلاء الراغبين أيضا في الحصول على وضع الحماية الدولية المؤقتة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين تمهيداً لحصولهم على وضع لأجيء ثم إعادة التوطين في بلد ثالث'. وتشير الحكومة المصرية إلي إنها لم تمنع العراقيين الراغبين في الدخول إليها حيث أن الأمر يتم في إطار النظم والضوابط التي يتم تطبيقها في مصر. وأكد احد المسؤولين بقطاع اللاجئين بوزارة الخارجية أن التقديرات المبدئية تشير إلي أن عدد اللاجئين الأجانب في مصر يناهز ٤ ملايين لاجئ، بينهم من ٨٠ إلي ١٣٠ ألف لاجئ عراقي، وأشارت مصادر بمفوضية اللاجئين إن عدد الذين تقدموا من العراقيين للحصول على الحماية الدولية وحتى منتصف يناير الماضي هم 11 ألف عراقياً. وتحصر مفوضية اللاجئين يوما واحدا للعراقيين للتقدم لها هو الثلاثاء من كل أسبوع، وتشاهد أعداد كبيرة منهم منذ السادسة صباحا يصطفون في طوابير قبل افتتاح المكتب لعمله ب3 ساعات، ورغم أن مكتب المفوضية ينهي عمله غالبا في الخامسة لكن الحصول على أوراق من المفوضية ينتهي في الثانية عشر ظهراً. وفي السياق ذاته طالب مركز «الجنوب لحقوق الإنسان» الحكومة المصرية بتسهيل تمتع اللاجئين العراقيين بالرعاية الصحية والسكن والتعليم وتسهيل تجديد إقامتهم في مصر وعدم مطالبتهم بمغادرة البلاد بما يحرمهم من الإقامة بشكل قانوني ويعرضهم لمخاطر الترحيل محذراً من «تفاقم المشكلات التي يعانون منها في ظل عدم توفير الحماية الدولية الدائمة لهم». كما طالب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتوفير الحماية الدولية الكاملة للاجئين العراقيين عن طريق تفعيل مبدأ «البريمافشيا» الذي يعني القبول الجماعي لهؤلاء اللاجئين، بالإضافة إلي توسيع نطاق الخدمات والمساعدات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين في مصر والعمل علي إتاحة فرصة أكبر أمامهم لإعادة التوطين في دول أخري بما يتناسب مع أعدادهم المتزايدة تطبيقاً للالتزامات الدولية. وطالب المركز في بيان أصدره مؤخراً ونشر على الانترنت المفوض السامي لشؤون اللاجئين بسرعة منح جميع العراقيين في دول الجوار وهي سوريا والأردن ولبنان ومصر صفة اللاجئين تطبيقاً لاتفاقية عام ١٩٥١ ضماناً لتوفير الحماية والرعاية لهم وإقرار سياسة تتسم بالوضوح والشفافية في التعامل مع اللاجئين العراقيين. وذكر أن سوريا وحدها تستضيف مليون عراقي علي أقل تقدير بينما يستضيف الأردن ٧٥٠ ألف لاجئ فضلاً عن عشرات الآلاف من العراقيين الموزعين علي مصر وإيران ولبنان وتركيا .
القاهرة

تعليقات

اكتب تعليقك