الرجل الأخضر'.. حديث الشارع الغزاوي
عربي و دوليمايو 12, 2007, منتصف الليل 1824 مشاهدات 0
لكل من اسمه نصيب .. هكذا يقولون في المثل وقد ينطبق ذلك في الواقع ..فحتى أيام قليلة كانت حياة المواطن سليمان أبو ظريفة من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تسير بنمطية وروتين عاديين، إلى أن قام أحد أعضاء منتدى الكتروني فلسطيني على شبكة الانترنت بنشر صوره حتى انقلبت حياته وبات محط أنظار الإعلاميين والصحفيين والناس جميعا. فاصبح ابو ظريفة ..بالفعل الرجل الظريف الذي يشار اليه بالبنان.
الشيخ سليمان كما يعرفه جيرانه، أو 'الرجل الأخضر' كما أطلق عليه الإعلام في الـ65 من عمره، يعشق حركة المقاومة الإسلامية 'حماس'، فلم يجد ما يعبر فيه عن هذا الحب إلا باتخاذه اللون الأخضر الذي يميز رايات وأعلام حماس شعارا له في كافة مناحي حياته.
فالشيخ سليمان لا يرتدي إلا ملابس لونها خضراء، كما قام بطلاء سيارته حتى من الداخل 'الموتور' بالأخضر، ودراجته، حتى لون جدران بيته وأثاثه وشبابيكه بذات اللون، ولم يكتف بهذا بل تعلو الرايات الخضراء سطح منزله أيضا.
يقول 'الرجل الأخضر': 'عندما يحب الإنسان شيء ما يتعلق به بشكل كبير، وتصبح كل تصرفاته وأفعاله متوافقة معه، ويسعى بكل جهده أن يثبت ويكشف هذا الحب والتعلق.. وهذا ما فعلته'.
ويضيف 'الأخضر لون يدل على الحياة والنمو والتطور، في الخريف تتساقط أوراق الشجر الصفراء، لكن ما أن يأتي الربيع حتى تدرب فيها الحياة من جديد ويتحول لونها للأخضر'.
فتحاوي سابق
ولا تتوقف غرابة أبو ظريفة عند هذا الحد، فمن يعرفه في مراحل عمره الفتية يعلم أنه كان أحد مؤسسي حركة فتح في الأردن..وتنقل بين عدة دول وبلدان وأخيرا استقر في المملكة العربية السعودية، حتى عام 2000 عندما فضل العودة إلى بلاده والاستقرار فيها.
'الرجل الأخضر' ترك فتح وعشق حماس وانتمى إليها لأنه -كما يقول في إحدى المقابلات الصحفية- جاء إلى غزة فوجد العديد من الأجنحة والتنظيمات المنضوية والمنشقة عن فتح، فعرف ما وصلت إليه الحركة من تشرذم وتفرق وبعد عن الهدف الرئيسي'.
أما حماس -والكلام لأبي ظريفة- لم يكن يعرف عنها الكثير في أول الأمر، ولكنه في أحد الأيام وجد شعار التوحيد مكتوب على زجاج سيارته ومن ثم كلمة (حماس) وعندها ذهب إلى المسجد القريب من بيته تعرف على شباب 'حماس' عن قرب واقتنع بمنهجها وفكرها وغايتها.
ويبدو 'الرجل الأخضر' محبوباً بين أوساط جيرانه، حيث أنهم يسلمون عليه كل يوم عند ذهابه إلى عمله والعودة منه.
سيارة الغاز وقطعة الأرض
اقتناعه بحماس قلب حياته رأسا على عقب، فقد كان يملك سيارة بيضاء اللون يبيع من خلالها 'اسطوانات الغاز'، فقام بدهنها باللون الأخضر حتى أثاثها وموتورها، كما رفع سماعة كبيرة على سطح السيارة تنشد طوال اليوم بأناشيد حماس.
ولم يبخل 'الرجل الأخضر' على حماس بشيء، حتى إنه في وقت انتخابات بلدية خان يونس قبل نحو عامين، تبرع بـ15 دونم لصالح الحركة حتى يتسنى لها إقامة المهرجانات الانتخابية، كما تبرع بعدها بقطعة أرض مساحتها خمسة دونمات كمقر للقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، لكن المقر قصف في وقت لاحق من قبل طائرات الاحتلال.
رسالته لهنية
رسالة 'الرجل الأخضر' لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية كما نقلتها عنه إحدى المواقع الالكترونية 'أن لا يتنازل عن الثوابت، وأن لا يعترف بإسرائيل'، في حين وجه رسالة للرئيس محمود عباس أن 'اتقي الله في شعبك'، كما جاء في الموقع الالكتروني.
ويختم بقوله 'أتمنى من الله الشهادة بصاروخ من طائرات الاحتلال الإسرائيلي يقطعني أشلاء، وأنا اركب في سيارتي الخضراء، إرضاءً لوجهه الكريم، ودفاعا عن وطني الغالي فلسطين
تعليقات