يكتب محمد الشيباني عن سر الثراء الزائف في الكويت
زاوية الكتابكتب يناير 3, 2015, 12:51 ص 964 مشاهدات 0
القبس
الثراء الزائف
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
لم ينقطع الخبر عن التنافس المحموم بين التجار حول المناقصة الفلانية في الوزارة الفلانية وغيرها، وهنا قد يكون الأمر محموداً إذا كان بالحق والدين، ولا يكون ذلك إذا كان في مخالفتهما، أي بالغش والكذب والحيلة وفنون إقصاء الآخر بالآثام السابقة، وهو أن يدخل معه في المناقصة شركات ضعيفة من صنعه حتى يخرجها بعد ذلك بأسلوبه وطريقته التي أدخلها بها، وهو أن يعطيها المقسوم الذي تقبل به، وأنها ستقبل رغماً عنها، لأنها شركات نشاز لا سمعة ولا صيت لها ولا اسم يؤهلها، هي في الأصل تقتات على هذا وذاك، وتنتظر أن يأتيها المال بهذه الوسائل المخادعة والكذب، وهي من أساسياتها تعمل به في السوق، ثم يقوم هو بعد ذلك بأخذها بأسلوبه، وهناك أساليب أخرى متنوعة يستخدمها التجار ـ إلا من رحم ـ للوصول إلى ذلك المبلغ الكبير، ونقبل نحن، معاشر أفراد الشعب أو جميعه، رغماً عن أنفنا، عندما تصل إلى أسماعنا مثل هذه الأخبار، أو قل الحيل، للوصول إلى الغاية التي يريدها التاجر، ولكن هل يقوم بما أوجبته عليه بنود المناقصة عندما يوقع كطرف ثان فينفذها حسب الوصف والدقة والوقت؟ هذا ما يقلقنا معاشر الصوت الخافت غير المسموع، ونتداول فيما بيننا فنقول إنها خيانة أمانة ودين ووطن، وبعد علم هذا الصوت الخافت، فتسمع منهم من يدعو عليه، ومنهم يلعنه، ومنهم من يسبه، ومنهم من ينشر ويفضح ويخرج أصل وفصل هذا التاجر، ومن أين اكتسب المال وكون الثروة حتى كان ما كان! ولا يستطيع أحد أن يحجر على الآراء أو ما يراه الناس في يومهم وليلهم، فهذه أموال عامة أخذت وما زالت بغير وجه حق، أو بأساليب باطلة، وما بني على باطل فهو باطل، لأن هذا التاجر عندما أخذ المناقصة الفلانية لم يحقق مراد الحكومة ولا الشعب، الذي ينتظر الاستفادة من المنشأة الفلانية، التي لم يتمها بالوجه الصحيح والصدق والأمانة والمواطنة الصادقة الحقة. والله المستعان.
* كان.
«كان يسعى إلى كل مناقصة في وزارة وصل علمها إليه، وكان يزيح من طريقه كل منافسيه بالوسائل التي ذكرت وبوسائل أخرى غير قانونية وشرعية، فنما ماله بهذه السبل، وكانت النتيجة أن تضخمت أرصدته بأرقام فلكية، وبالأمس جاءنا خبر وفاته»!
تعليقات