عن إنجازات 'قص الشريط'!.. يكتب سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب يناير 3, 2015, 12:59 ص 561 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / عمك أصمخ
سامي الخرافي
سألني أحدهم: مقالتك الأخيرة «اسمعوهم» هل تعتقد أن المسؤولين يقرأون ما تكتبه أنت أو غيرك من كتاب الصحف اليومية؟ وأضاف قائلا: هم يعرفون كل شيء وهم بيدهم إصلاح الخلل ولكنهم لا يريدون ذلك.. ما السبب في ذلك لا أعرف؟
كما أصبحت لديهم قناعة راسخة بأننا نتفاعل مع الحدث اليوم وغدا ننسى ما تحدثنا عنه بالأمس، لذا فإنهم يلعبون على هذا المبدأ وانظر حولك كل يوم بلوة وكثير من النقد لإصلاح تلك البلاوي ولكن لا حياة لمن تنادي أو يتحرك أحدهم لإصلاح مواطن الخلل، فأجبته قائلا:
لا شك أن الصحافة هي المرآة الحقيقية التي تراقب وتسجل ما يلامس معاناة واحتياجات الشارع وبالتالي تنقله للجهات المختصة لكي تعمل على معالجته بالسرعة الممكنة، ويطلق على الصحافة مجازا بالسلطة الرابعة لأهميتها في التوعية ودورها المؤثر في الحياة العامة وكذلك تعتبر حلقة وصل بين الحكومة والشعب والعكس صحيح، ومن يقوم بنقل تلك الأمور في كثير من الأحيان هم الإخوة كتاب الصحف اليومية.
لقد أصبح القارئ في يومنا هذا يثق في أحيان كثيرة بما يكتب في الصحف المحلية من نقد بناء لممارسات خاطئة لكثير من مؤسسات الدولة، فأصبحت تقع على الكاتب مسؤولية كبيرة في تحليل وتفسير كل شاردة وواردة لما يجري على الساحة المحلية مما جعله «متكلا» في كل شيء على الكاتب وجعله يقع تحت مسؤولية كبيرة فيحرص كل الحرص على القيام بما يمليه ضميره في نقله لأي مشكلة تحدث كل حسب أسلوبه وطرحه للمشكلة وحلها.
بينما نجد الطرف الآخر وهم الكثيرون من المسؤولين يعتقدون أنهم فوق سهام النقد وأن وزارتهم أو إدارتهم تسير للأمام دون أخطاء أو اي عراقيل وينظرون لأي نقد وكأنه انتقاد تآمري أو انتقاد يراه المسؤول أنه شخصي يراد منه غايات ومآرب أخرى وتناسى أن الهدف منه هو إصلاح أو تطوير خدمات ما، والبعض الآخر يظن أن الانتقاد الدائم لوزارته أو إدارته.. هو لتلميع وتهيئة شخص آخر ليتولى منصبه بل قد يصل الأمر الى ان يتعامل مع اي انتقاد بالسخرية والتجاهل اعتقادا منه أن المنتقد يرمي لمآرب أخرى غير المعلنة بانتقاده، هذا التعاطي من قبل المسؤولين لتلك الانتقادات هي الكارثة الحقيقية في عدم تطور أداء مسؤولينا، ويكاد الاستثناء الوحيد الذي قد نجده هنا هو من يرصد ويتابع كل انتقاد بجدية ومعالجته بأفضل ما لديه بغض النظر عمن أوصل تلك الملاحظة السلبية لأن واجبه الوطني يحتم عليه ذلك، إن ذلك الاستثناء من المسؤولين نادرا ما نجده في بلادنا للأسف.
لقد أصبحت اهتمامات الكثيرين منهم هو قص شريط مع «ابتسامة صفراء» وما أكثرها لدى الكثيرين من المسؤولين بأننا انجزنا أمرا ما، وإن إنجازاته العظيمة في قص الشريط تجعله مسؤولا بارزا ومستمرا في منصبه لمدة أطول.
لقد أصبح لدى المواطن قناعة بالمثل الذي يقول «تنفخ في قربة مخرومة» فمهما كتبت أو انتقدت «فعمك أصمخ» فلن تصل شكواك طالما أصحاب القرار لا يريدون التطوير والإصلاح، والطامة الكبرى اذا كانوا لا يعلمون ما يدور في وزاراتهم أو اداراتهم من مشاكل وتخفى عنهم من قبل بطانتهم واتباع المثل القائل «تمام يا افندم »، إن مشاكلنا حلولها سهلة إذا صدقت النوايا وتكون معقدة وصعبة إذا ساءت النوايا، اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه، اللهم آمين.
تعليقات