أنور الرشيد يتسائل - هل يكون السيسي أُتاتورك العرب؟
زاوية الكتابكتب يناير 3, 2015, 1:14 م 1658 مشاهدات 0
واضح من خطاب السيسي بمناسبة مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام أمام مشايخ الأزهر الشريف أكبر مؤسسة دينية عربية بأن هناك تغيير قادم على المنطقة ، وقبل ذلك عُقد مؤتمر لمؤسسة الفكر العربي الثالث عشر تشرفت بالمشاركة به وكان جُل الحضور يمثلون التوجه المدني الليبرالي رغم أن مؤسسة الفكر العربي هي مؤسسة سعودية ، وكان المؤتمر حول التكامل العربي ،وطُرح بهذا المؤتمر عدد من الأفكار والقيم التجديدية منها ما طرحه سعيد محيو حول التحول لممالك دستورية التي رفضها مباشرة سمر الأمير تركي الفيصل ، مما وضع المؤتمر على محك الحقيقة التاريخية التي يجب أن تسود ويجب الأعتراف بها اذا اردنا حقاً أن نتحاور حول الكارثة التي تمر بها المنطقة كنتيجة طبيعية لرعاية الفكر الديني من قبل الأنظمة العربية جميعها دون استثناء ، واليوم تشعر لابل شعرت تلك الأنظمة بالخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته بتبني تلك السياسة التي انقلب بها السحر على الساحر وأصبحت تلك الأنطمة اليوم تبحث عن حليف مقابل الحليف القديم .
اليوم وبعد خطاب السيسي الذي دعا به لتبني ثورة على القيم الدينية المتوارثة التي لم تُجدد منذ قرون طويلة يُصبح السيسي بها أوتاتورك العرب فهو أول رئيس عربي يُطالب بتلك المطالب التي طالب بها أُتاتورك قبل قرن من الزمن تقريباً وبعد تأخرنا كعرب قرن عن الأتراك وخمسة قرون على ثورة التنوير والتجديد الأوربية وهنا تكتمل المعادلة العربية الجديدة بالمنطقة ، فأذا كانت المملكة العربية السعودية قد دعت مفكرين عرب يمثلون التوجه المدني الليبرالي واليوم السيسي يطرح فكرة ثورة تجديدية للفكر الديني فمعنى ذلك بلاشك تبني استراتيجية تغييرية من قبل أكبر دولتين عربيتين مصر والسعودية وبذلك تتجه أكبر دولتين نحو خلق مناخ جديد بالمنطقة لتلافي الاخطاء الاستراتيجي السابقة بدعمها للتيارات الدينية ، أن صح كما يبدو لي هذا السيناريو فأن ذلك له استحقاقات لابد من توافرها لكي يثق المدنيون أوالتنويريون أوالحداثيون أوالليبراليون بما يتم طرحه ، ولن نسمح باستخدام الليبراليون كحصان طروادة كما اسميتها في مقالة سابقة ، وهذا مؤكد لن نقبل وأنا احدهم بأن نكون كومبارس لسياسات الأخرين ، لذلك اذا كان السيسي والسعودية جادين بتغيرات حقيقية فعليهم أن يثبتوا ذلك من خلال إطلاق سراح معتقلي الرأي والضمير وخلق أنظمة قضائية مستقلة ومحاربة الفساد وصحافة خرة وتأسيس دولة القانون والدستور كل ذلك استحقاق يجب العمل به قبل التفكير بكسب ود التيار المدني العريض بالساحة العربية ، غير ذلك لا اعتقد بأن أي مناورة بهذا الأنجاه سيُكتب لها النجاح .
تعليقات