الجمود والشلل أصابا الحالة السياسية والفكرية الشيعية!.. هذا ما تراه فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 834 مشاهدات 0


القبس

رمانة الميزان

فوزية أبل

 

لا أحبِّذ استخدام مصطلح «شيعة» في كتاباتي، لكني اليوم لا أجد خياراً آخر أعبِّر به عن وصفي للوضع الذي آلت اليه الحالة السياسية الشيعية.

للأسف، حالة التعاطي الشيعية من البعض مع المشهد المحلي ربما أضرّت بالتاريخ الوطني وبالمواقف الصّلبة لكثير من الشخصيات الشيعية، فالموقف الوطني الحقّ كان سمة المنهج الشيعي في البلاد خلال السنوات الطويلة، لا سيّما على صعيد السياسيين أو رجال الدين، وكانوا بذلك رمانة الميزان التي تحافظ على استقرار الدولة، ونسيجها الوطني الواحد.

من البديهي أن نتساءل: هل يعقل أن الساحة الشيعية التي تمتلئ بالكفاءات وتزخر بأصحاب أعلى الشهادات العلمية والتخصّصات والخبرات، والسمعة الطيبة والرّصينة، أن تأتي أغلب مخرجاتها النيابية والسياسية على هذا النحو الذي نحن عليه منذ سنوات؟!

فكيف تقبل الأوساط الشبابية والمثقفة والرزينة، بمثل الكثير من هذه المخرجات؟! فهل اختفت الكفاءات الوطنية والشبابية من الوسط الشيعي؟!

فإلى متى سيطرة بعض التنظيمات الدينية، وبعض الشخصيات غير المؤتمنة، والأطراف التي تتكسّب على وتر الطائفية على الشارع الشيعي المسالم؟!

لقد أصاب الجمود والشلل الحالة السياسية وأحيانا الفكرية الشيعية، ولم يعد هناك أي تطوّر. فمنذ سنوات غابت عنها الدماء الجديدة، والعمل المدني، ولم تتحرك المياه الراكدة بروح الشباب المعطّل.

ففي كل انتخابات نرى الترويج العمد، أن أيّ ترشيح أو تصويت للوجوه الجديدة من شأنه أن نفقد كرسياً في المجلس! حتى وصلت الحال إلى إحجام العناصر الشبابية والكفؤة عن الترشح.. وذلك لإبقاء معظم الأسماء والوجوه نفسها، والتي فضّلت الرّكون، ربما تحقيقا لمكاسبها.

وصار واضحاً هذه الأيام الشعور بالسّخط وعدم الرضا، خاصة في الأوساط الشبابية على هذه الحال «إللي تفشل»!

فقد آن الأوان أن تتنادى القواعد الوطنية والشبابية (وهم كثر) إلى المبادرة بالتحرك لخلق حالة من الوعي والإصلاح في أوساطهم.. فكيف نفسّر السلبية المتعمدة التي تتصدّر المشهد، والمساحة الكبيرة التي تسمح له بلعب دور إيجابي بارز على الصعيد الداخلي، والاندماج في الجهود المتعلقة بتطوير البنية السياسية والاجتماعية للدولة في هذه المرحلة الدقيقة؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك