غياب الانصاف = دناءة الساسة…! بقلم عبدالكريم الشمري
زاوية الكتابكتب عبدالكريم الشمري يناير 8, 2015, 2:49 م 899 مشاهدات 0
أنا 'لا أشره ولن أقول لا أعذر'على من خاض غمار السياسية وهو متلبّس ومسلّم بالقواعد والأساليب الغربية القائمة على فصل الدين والأخلاق عن السياسة…فأمثال هؤلاء بتلبسهم وتسليمهم بالقواعد الغربية كفونا عناء نقدهم وتعريتهم أمام الملأ…!
ولكن تبلغ 'شرهتي مداها ولا أجد عذرًا' لمن خاضها زاعمًا أنه منطلق من مبادئ شرعية وأخلاق الفرسان في أساليبه السياسية وهو لا يستطيع انصاف خصمه عند احتدام المعارك السياسية،وفي ساحتنا السياسية أوضح الأمثلة لمن أراد النماذج الحية!
فمن ينظر في ساحتنا السياسية لا يجد مبررا لغياب الانصاف سوى دناءة كثير ممن خاضوا غمارها…ولن يستطيعوا اخفاء دناءتهم بصراخهم وكثرة ادّعاءهم للنزاهة والشرف في الخصومة فشواهد أفعالهم تنادي على كذب أقوالهم…والأقوال النبيلة التي تنقضها أفعال قائليها الدنيئة لا تزيد أصحابها إلا دناءة ووضاعة!
فهؤلاء الذي صدّعوا رؤوسنا بالكلام عن الأخلاق والكرامة والشرف في الخصومة لم يستطيعوا اقناعنا إلا بدجلهم!؛عندما رأيناهم يستبيحون الكذب والإفتراء على خصومهم والدخول في خصوصيّاتهم!
ومن ينظر في دوافعهم إلى هذه الدناءة في الخصومة لا يجد إلا أحد سببين:
أن هؤلاء ظنّوا-واهمين-بأن الإفتراء على الخصم أسرع وسيلة لإسقاطه…وجهلوا بأن شرف الخصومة يجعل صاحبه بين حسنيين إمّا الإنتصار أو راحة الضمير!
ولأن كثير من هؤلاء دخلوا عالم السياسية بغير مؤهلات كافية وظنوا بأن السياسية قائمة على الصراخ المفعم بشعارات الكرامة والحرية…ولكنهم صُدموا عندما تيقنوا بأن السياسية كغيرها من الميادين تحتاج لمؤهلات معينة لكل مقتحمي ميادينها…وبما أن السياسية أشهر ميدان لحرب الأفكار فهي تحتاج لقراءة دؤوبة وتحليل قائم على النظريات العلمية -وهم بعيدون كل البعد عن ذلك-فلم يجدوا ما يكفيهم عناء القراءة والبحث للرد على الخصوم سوى الإفتراء على الخصوم لإسقاط شخوصهم فسقوط الشخوص يقتضي سقوط أفكار أصحابها…وبما أنهم غير قادرين على مناطحة الأفكار بالرد والتفنيد…فلا يوجد سوى السلوك المناسب لتاريخهم وتكوينهم الشخصي للرد على الخصوم وهو الفجور في الخصومة!
عبدالكريم دوخي الشمري
تعليقات