رسالة التنوير العربي احترقت!.. بنظر صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 413 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  تاهت الرسالة يا 'فاتن'

صالح الشايجي

 

في اليوم الذي كان فيه الفن العربي يحتفي بسيدة من سيداته تربعت على عرشه عقودا طوالا يتذكر غرسها الممتد على مدى ما يقرب من ثمانية عقود، في اليوم ذاته جاء ما يكدر صفو ذاك الاحتفاء، لا بسيدة بل بحقل كانت تلك السيدة سيدته.

تاهت رسالة الفن وضلت طريقها، على أيدي اثنين ملثمين، تمنطقا موتا وقتلا اثنتي عشرة نفسا بشرية، وأين؟ في عاصمة النور والفكر والثقافة والفن!!

تلك باريس ـ فرنسا التي لم يشع نورها في تلك العيون الأربع لذينك القاتلين!

أما السيدة التي كان يحتفى بها فكانت فاتن حمامة التي تربعت على عرش التمثيل قرابة ثمانية عقود قدمت خلالها الكثير مما صاغ الفكر العربي وساهم في استنارته، وكانت فيما تقدم شعلة في طريق التنوير العربي الذي قاده رجال فكر وسار عليه في إثرهم ملايين العرب.

هل نقول إن رسالة التنوير العربي وبناء العقول والانفتاح والنهل من مناهل الحياة قد احترقت أو بليت، طيرها الهواء بعيدا عن العقل العربي؟!

بكل ثقة أقول نعم ردا على هذا السؤال، فمنذ سنوات بدأنا الدخول في نفق الظلام فساد الجهل وخرج أهله من مكامنهم وشرعوا في مسح رسالة التنوير والسلام والثقافة والمحبة! وداهية الدواهي أنهم فيما شرعوا وفيما اختطوا كانوا يدعون بالإسلام، وكأنما الإسلام إظلام لا تنوير!

نزعوا كل جميل في حقولنا وزرعوا بدلا منه كل قبيح، ولا يزين القبح الا الدم والقتل والذبح حتى بات مثل هذا الكلام والخطاب الدموي من سائغ الكلام في كثير من قنوات العرب التلفزيونية ومؤتمراتهم وندواتهم وتحت سمع الحكومات وبصرها، وكأنما هي المشجع على ذلك الخطاب!

وإن كان البعض يبرر جريمة باريس الأخيرة، بحجة أنها رد على استهزاء القتلى بالنبي محمد، فليعلموا أن ما ارتكبه القاتلان فيه من الإساءة للنبي أكثر من الاستهزاء به.

من أساء للنبي محمد وأهان الإسلام بملياره ونصف المليار مسلم، هم الذين حزوا الرؤوس ودحرجوها بين أرجلهم، والذين هجّروا تحت راية الإسلام الآمنين من بيوتهم، ومن سبوا النساء وعرضوهن للبيع وروعوا الأطفال، وكل ذلك يتم أمام العالم بأجمعه والعالم شاهد عليه!

أولئك هم الذين أهانوا محمدا ورب محمد ودين محمد!

فدونكم أولئك إن كنتم صادقين في دفاعكم عن محمد وغيرتكم على دينكم!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك