متى ما وجد 'المخ' و'اللص' وجدت البلاوي والبوقات!.. هكذا يعتقد سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب فبراير 7, 2015, 1:24 ص 613 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / المخ واللص
سامي الخرافي
عندما يجتمع اثنان على سرقة مال عام فإنه يجب أن تكون هناك خطة محكمة للسرقة بحيث تكون قانونية ورسمية وبعيدة عن المساءلة القانونية، فما بالك عندما يكون ذلك الشخص مسؤولا في جهة ما ويتفق مع محاسب تلك الجهة لترتيب تلك السرقة من خلال خبرته السابقة في هذا المجال.
شاهدت بالمصادفة مشهدا لفيلم أبيض وأسود قديم يجمع الممثلان نجيب الريحاني الكوميدي وعباس فارس صاحب الصوت المميز والخشن اللذان يجسدان مفهوم السرقة على أصولها بأسلوب كوميدي ساخر يوضح عندما يجتمع «المخ» واللص في كيفية سرقة المال العام فكان الحوار التالي:
عباس فارس: هل تعرف تطبع على الآلة الكاتبة؟
فأجابه نجيب الريحاني: نعم، فقال له عباس فارس اكتب ما يلي: إلى فلان الفلاني نرسل لكم فاتورة صبغ غرفة بقيمة 92 جنيها و17 قرشا و3 ملاليم يعني أنه حريص على الدقة في المال فاندهش نجيب الريحاني من السعر المبالغ فيه كثيرا فقال له: هل أنتم صبغتم الغرفة بروب «زبادي» أو مربى تفاح فقال له عباس فارس: ما العمل إذن؟ فأجابه نكتب ما يلي: صنفرة الغرفة بمبلغ كذا، تصليح التشققات بمبلغ كذا، ومعجون الغرفة بمبلغ كذا، صبغ الغرفة وجه أول بمبلغ كذا وهكذا.
وهنا قال له: فبدلا أن تكتب 92 جنيها اكتب عوضا عنها 192 جنيها وتكون السالفة مقبولة ولن يكلمك أحد عندها، علما بأن هذا الموظف لا يعرف أن الذي يكلمه هو المدير لأنه لم يره من قبل إلا عندما يرن جرس الهاتف يطلب المدير فيقول له الموظف نجيب الريحاني: ان فلاني الفلاني وهو المدير غير موجود، فيأخذ الهاتف منه فيقول أنا فلان الفلاني فيصطدم الموظف من المفاجأة بأن الذي يريد السرقة هو مديره فيهرب مسرعا إلى اتجاه الباب ولكن تم إمساكه فقال له المدير: انت مخك قديم وسفيه ولسانك يحتاج إلى القطع إلا أن فكرك وبلاويك في إدارة الحسابات تجعلني لا افرط فيك يا «إبليس»، وهنا أخذه مرة أخرى إلى الآلة الحاسبة فقال له: اعمل على زيادة المبلغ بشكل كبير ما دام الأمر بهذه الطريقة أمرا عاديا.
ياترى كم مسؤولا ومحاسبا عندنا عملوا تلك البلاوي من أجل «لزوم الشيء أعلاه»؟ فبدلا من كتابة مبلغ كذا يصبح بقدرة قادر ملايين الدنانير، ولكن عندما يعرف السبب يبطل العجب، فالأوامر التغييرية وغيرها التي تسمى من «تحت لي تحت» ما هي إلا إجراءات لتغطية السرقات والبلاوي التي تحدث، فمتى ما وجد «المخ» واللص وجدت البلاوي والبوقات، ومتى ما وجد القوي والأمين وجدنا التطور والإصلاح.
* آخر المطاف: القادم من جهة الجهراء إلى الدائري الرابع أصبح يعاني من مشكلة فعقب نزوله من الجسر الجديد يواجه مباشرة وبلا مقدمات إشارة الرقعي القريبة من الهيئة العامة للشباب والرياضة وهو ما يتسبب في ازدحام مروري لا مبرر له يخنق جميع الاتجاهات في هذا المكان، فنأمل أن تلغى هذه الإشارة المرورية ليفتح الطريق فلا يكون هناك ازدحام، ويكون مسار الخارجين من الرقعي هو الاتجاه تحت الجسر باتجاه الجهراء، ويكون طريق الداخلين إلى الرقعي هو الذهاب إلى دوار العظام والعودة مرة ثانية وبذلك تحل المشكلة، حقيقة هذه مناشدة من الكثيرين الذين يأملون من المسؤولين تبني تلك الفكرة، ومنا إلى المسؤولين.
تعليقات