يكتب مشعل الظفيري عن سر تعاطف العالم مع 'الكساسبة' وتجاهل 'مسلمي بورما'!

زاوية الكتاب

كتب 3174 مشاهدات 0


الراي

إضاءة للمستقبل  /  الكساسبة.. في بورما

مشعل الفراج الظفيري

 

نستنكر قتل النفس البشرية مهما كان جنسها أو ملتها إلا بالحق... فالعالم أجمع على إدانة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، بينما لم يهتز لهم طرف للجرائم التي تحدث في بورما فالأم تشنق مع ولديها الاثنين... يحرق المسلم البورمي ليجري في الشارع ولا يجد من يطفئ حريقه حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة... يتعاطف العالم مع الكساسبة لأن من حرقه يدعي الإسلام والإسلام بريء منهم... بينما العالم لا يتعاطف مع أهل بورما المسلمين لأن من يقتلهم البوذا... جرائم لم ترتكب في العصور الأولى أو الوسطى والسبب «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد».

نعم لأنهم مسلمون يُقتلون ويعذبون ويشردون، وضميرنا الإسلامي يندد بـ «داعش» و«النصرة» وغيرها من الحركات التي ترفع شعار الإسلام وهي مصنوعة باحتراف في الغرب ! أين ضمير علماء الأمة وحكامها ؟ أين ضمير الجمعيات الحقوقية الإنسانية التي حفرت أنفها في المجتمعات الإسلامية ؟ أين الإعلام العالمي الحر ؟

بصراحة كل ما يحدث في هذا العالم من مطالبات حقوقية وعدالة ما هي إلا أكذوبة ولن تتوقف هذه الجرائم البشعة في حق الأبرياء إلا عندما يرث الله الأرض ومن عليها، وما مجلس الأمن إلا مسرحاً لبعض العروض الهزلية التي ترفع شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب وجمهور صامت لا يجيد سوى التصفيق عندما يرى أصحاب الفخامة والجلالة والسمو والرؤساء وحاشيتهم حتى الصف العاشر... تدور عجلة الزمن بسرعة فائقة وننسى أحداثاً تاريخية مهمة لأن ما جاء بعدها أكثر خطورة، وهنا أتحدث عن الجرائم وقتل الأبرياء فهل تتذكرون محمد الدرة ؟! لا ألومكم فالأحداث التي جاءت بعده أسقطته من ذاكرتكم، وهكذا الحال بالنسبة للكساسبة سيأتي علينا زمان ننساه وكذلك الحال لأهلنا في بورما سيأتي على أحد المجتمعات الإسلامية أحداث جسام ننسى معها ما حصل من جرائم في حق إخوتنا البورميون... آفة القتل هي لعنة تصيب كل من يصمت تجاهها... ما عليكم سوى الانتظار لتعلموا على من يكون الدور المقبل... اللهم سلم سلم.

إضاءة: متى ما استطاعت الدول الإسلامية أن تشارك العالم في صنع القرار فإنها قادرة على تحصين مجتمعاتها من الحروب والويلات وكل المؤشرات تدل على أنها تقف في الأسفل تنتظر التعليمات.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك