'مريب'.. ناصر المطيري واصفاً الموقف الخليجي من أحداث اليمن

زاوية الكتاب

كتب 574 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  هل يتحالف الخليج مع 'أخوان' اليمن ضد الحوثيين؟

ناصر المطيري

 

هناك استغراب شعبي خليجي من سلبية موقف دول مجلس التعاون إزاء الانقلاب الحوثي في اليمن، حيث ان ردة الفعل الرسمية لم تكن على مستوى الحدث منذ سقوط صنعاء إلى حل البرلمان ومحاولة الحوثيين «شرعنة» الانقلاب بالإعلان الدستوري.
الصمت الخليجي المريب في مواجهة أحداث اليمن يضع علامات استفهام وتعجب مثيرة وخطيرة، والتساؤلات تثور، هل يعكس ذلك قبولا ضمنيا لدى «بعض» الدول الخليجية بما يجري في صنعاء سعياً لهدف غير معلن؟ أم هي مخاوف من ارتدادات اقليمية قد تهدد الكيانات الخليجية لو تدخلت في الأزمة اليمنية؟ بل قد يكون الموقف الخليجي يعكس ادراكاً عالي المستوى لخلفيات الانقلاب الحوثي في اليمن من حيث مرجعيته والقوى الإقليمية التي تقف وراءه وتدعمه اضافة للموقف الأميركي المتجاهل للحدث اليمني بل وكأنه يؤيده ويباركه خدمة لأهداف استراتيجية تمثل استحقاقاً للعلاقة الأميركية الايرانية في إطارها الجديد الأمر الذي قد يغير المعادلة السياسية وتوازن القوى في المنطقة.
ولو سبرنا أغوار التطورات الأخيرة في اليمن لوجدنا أن لها جذوراً إقليمية تمتد إلى دور ايران وتمددها السياسي الذي اتجه الى تطويق دول الخليج من جهة الجنوب بعد أن أحكم طوقه الشمالي الممتد من العراق إلى سورية وصولاً إلى لبنان، لتصبح منطقتنا بين فكي الهيمنة الإيرانية، التي تترجمها خطابات حسن نصرالله من جهة وعبدالملك الحوثي من جهة مقابلة حيث تطرق تهديداتهما أسماع الخليجيين وسط ترقب للمجهول وهواجس يقابلها عجز وشلل سياسي في اتخاذ موقف أو مبادرة.
المتتبع لسيناريوهات الأحداث وسوابقها في العراق وسورية يجد أنه عندما بدأت ايران بالتمدد كان هناك دور خليجي غير معلن بدعم الجماعات السنية والأصولية في العراق وسورية في محاولة لكبح جماح السيطرة الإيرانية على مفاصل العراق وسورية.. وشكلت الساحتان العراقية والسورية ميداني حرب طائفية بالوكالة عن قوى اقليمية.
وقياسا على ذلك يمكن أن نتوقع ونستشرف الموقف الخليجي إزاء الأحداث في اليمن، حيث لا نستبعد أن تضطر بعض دول الخليج في هذه المرحلة إلى التحالف مع تيار الأخوان المسلمين في اليمن ضد الحوثيين في محاولة لإفشال هيمنتهم باعتبارهم رأس حربة للنفوذ الإيراني في جنوب شبه الجزيرة العربية.
غير أن احتمال اللجوء إلى استخدام ورقة «أخوان اليمن» سوف ينعكس سلباً على العلاقات الخليجية، فتصبح اليمن عنصر أزمة «خليجية -خليجية» جديدة كما كانت الحالة المصرية عندما تصادمت المواقف الخليجية إزاء مصر وصلت إلى حد سحب السفراء من دولة قطر.
الحدث اليمني في بدايته وتداعياته القادمة سوف يحمل الكثير من التفاعلات الاقليمية الخطيرة، وما خفي أعظم!

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك