النار تحت الرماد - هكذا يصف الراجحي الوضع في الكويت

زاوية الكتاب

كتب 2368 مشاهدات 0


هذا هو الوضع الحالي في الكويت «رماد» ولكن ما تحت الرماد هو المصيبة بل الكارثة التي ستقضي علينا جميعاً اذا لم نلحق عليها في ميادين الحقد والحسد والتكبر، نعم كنا في السابق نتحدث فقط عن الحسد لكن الحال تعدى ذلك فأصبح الحقد والتكبر والعناد هو ما يصح اطلاقه على حالنا في الكويت، أرجو منك عزيزي القارئ التركيز معي للحظات لنفصل هذه الكلمات السابقة بشكل تحليلي، أكثر من مجرد كلمات تسمعها آذاننا وترددها شفاهنا، فالمركبات السابقة يمكن توضحيها كالتالي، الحسد كلنا تعايشنا معه في السابق ومازالت كلمة «لو توزع الحسد الكويتي على شعب الصين لكفاه وزاد» فالحسد يكون من الطبقة الأقل مالا وحالا تحسد الطبقة التي تزيدها بكثير من المال والحالة الاجتماعية الأفضل، أما الحقد فهو العكس من الطبقة الاكثر الى الطبقة الأقل، وهذا الأمر نادر جداً الا لدينا في الكويت فهو غالب جداً، ألم تسمع بالقرارات الجديدة لوزارة التجارة عن صغار المستثمرين! مصيبة اذا طبقت هذه القرارات فسوف نصبح دولة اشتراكية بنموذج القرن الواحد والعشرون، ولا احتاج أفصل في هذا الأمر فجميعكم لديكم تحليلكم الخاص الذي يفوق تحليلي بكثير، أما مصطلح التكبر فكنا نسمعه بين السواد الاعظم من البشر أما في هذا الوقت فأصبحت علية القوم تتغامز به وتستمد روح العناد منه، والله يستر من تاليها، فيكون الوطن والمواطن ضحية عقول رماد من كان آبائهم نار.
نرجع لعنوان المقال عزيزي القارئ، فالنار تغلي من تحت رماد لأن الأوضاع في حقيقة الأمر ليست على ما يرام، والنار هي عبارة عن القرارات الحكومية الأخيرة التي أثارت الغضب الشعبي الذي بدأ يتكون وتظهر بوادره في الكثير من الأحداث، والكثير من الاعتراضات والشكاوى التي نراها في العديد من المجالات، وهو أمر خطير يجب الانتباه اليه، لأن النار ليست ظاهرة ملموسة لكنها حتماً محسوسة وتوجد العديد من الشواهد على أنها تتأجج تحت الرماد، أما الرماد فهو يمثل الأغلبية الصامتة من الشعب التي أصبحت تبحث عن ما يسمى بالمعارضة وتناصرها ولسان حالهم يقول يا الحكومة والمعارضة حالكم بنفس الحال «تخبط بالقرارات» و«مشاريع فاشلة» و«تضارب بالمصالح» و«سرقات بالملايين» و«هبات بالمليارات»، ففي حقيقة الأمر كانت المعارضة تقوم بدور مهم جداً في تركيبة المعادلة في كل ما سبق، فالرماد «ونقصد به سائر الشعب بما فيهم المعارضة» يعمل على استمرار جذوة النار وعدم خمودها وبقاءها كضمير حي يعبر عن الارادة الشعبية وعدم غيابها عن الأحداث، ولكن في الوقت نفسه بمثابة الرماد الذي يشكل الحاجز بين النار والغلاف الجوي «التصرفات غير المسؤولة من قبل بعض المسؤولين»، والتي يمكن ان تحول النار الى جحيم، وهنا يمكن اعتبار المعارضة تقوم بدورين، دور تنفيسي منظم ومرتب ومحدد بنطاق للتعبير عن الرفض، ودور وقائي يفصل ما بين تأجج النيران والعوامل المساعدة على الاشتعال، قد يعترض البعض على هذه التركيبة والوصف التحليلي للوضع السياسي في الكويت، ولكن العديد من الشواهد يثبت هذه النظرية ويؤكدها، ولكن المخاوف الحقيقية هي في عدم قدرة المعارضة على القيام بدروها في الفترة القادمة، وفي تأجج النار بحيث لا تستوعبها كميات الرماد الحالية، ومن ثم سيكون عليها التعبير عن نفسها بنفسها، والأمر الأخطر هو في استمرار الحكومة في زيادة الأفعال المساعدة على الاشتعال والمستفزة للمشاعر الشعبية، والتي تجعل الكثيرين على الرغم من اعتراضهم على المعارضة يزدادون غضباً وغلياناً من التصرفات غير المسؤولة، مما قد يؤدي الى العديد من النتائج الخطيرة وغير المأمونة، وما قضية جريدة الوطن الا نقطة من أول السطر.
وأخيراً وللتاريخ يجب ان نسجل ان الشعب الكويتي هو أكثر شعوب المنطقة وعياً وقدرةً على الاستجابة للمتغيرات، وحفاظاً على مقدسات وركائز الوطن، ومن ثم فأفعاله المسؤولة كانت ومازالت خير مثال وشاهد على دوره التاريخي والايجابي والفاعل في مسيرة الكويت منذ نشأتها وحتى الآن، وهو ما تعول عليه الكويت والقيادة السياسية في كل المواقف، وما أشير اليه هنا هو ضرورة في الوقت الحالي، حيث يجب ان تسير الأمور وفق ما تعود عليه الشعب الكويتي، من انتهاج الطرق الشرعية للتعبير عن متطلباته ورغباته وأحلامه لمستقبله ومستقبل الأجيال القادمة، وفي الوقت ذاته يجب ان يكون هناك ادراك كامل من الحكومة لكافة المتطلبات الشعبية، وكافة الشكاوى والمطالبات التي تطالب بها العديد من الفئات، كما يجب ان تتفهم الحكومة ان المعارضة ليست رماداً فقط، انما المعارضة تمثل صوتاً قوياً يجب الاستماع اليه، فالرماد تغلي من تحته النار، والمعارضة حين تقوم بدورها الفاعل فهي تعمل على عدم اشتعال النيران في المجتمع، لأنها تمثل التعبير القوي والحقيقي عن المتطلبات الشعبية عبر القنوات الشرعية، فان قامت الحكومة بسد هذه القنوات واغلاقها فهي بذلك تساعد على اشتعال النيران وتأزيم الموقف، والوصول الى ما لا يحمد عقباه.. اللهم قد انذرت.. اللهم فاشهد، والله على ما أقول شهيد.

د.مناور بيان الراجحي

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك