مؤتمر الكويت والأمن الإقليمي السادس لم يقدم جديداً!.. بنظر عادل الإبراهيم

زاوية الكتاب

كتب 641 مشاهدات 0


الأنباء

قضية ورأي  /  مؤتمر الأمن.. لا جديد!

عادل إبراهيم الإبراهيم

 

عقد في الكويت قبل عدة أيام مؤتمر الكويت والأمن الإقليمي السادس تحت رعاية كريمة من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الذي أقامته جامعة الكويت ـ كلية العلوم الاجتماعية بالتعاون مع جامعة درهام البريطانية، ولا شك ان مثل هذه المؤتمرات تثري النقاش وتبادل وجهات النظر بصورة علمية للواقع السياسي والأمني للمنطق ومتوقع منها ان تصدر توصيات مهمة قائمة على الدليل العلمي واستشراف المستقبل لسبب واحد هو ان من أعد ونظم المؤتمر صرح علمي وان المحاضرين، كما أن الأوراق المقدمة من أساتذة متخصصين، وكم كانت كلمات معبرة للدكتور وليد مبارك من الجامعة اللبنانية الأميركية وهو أحد المشاركين، والتي فيها: ان «عنوان المؤتمر مهم لأنه حديث الساعة ونأمل ان تكون توصياته على قدر التحديات الموجودة وتقديم توصيات عملية وليست نظرية».

وخرج المؤتمر وفقا لما نشر، بتوصيات، حسبما جاء على لسان أحد الأستاذة، على قدر كبير من الأهمية والتي تمثلت في التحذير من الإرهاب الذي يندثر تحت غطاء الإسلام، وضرورة فتح حوار إستراتيجي مع إيران حول قضايا الأمن، وكذلك بناء علاقات قوية بين العراق والكويت، وأهمية تنويع مصادر الدخل في الاقتصاد الكويتي وعدم الاعتماد على دخل وحيد، والاهتمام بعنصر الشباب واعتماد سياسات لتوفير الأمن الغذائي، وضرورة قيام وسائل الإعلام بأنواعها والمؤسسات التعليمية والدينية بنشر ثقافة التسامح في مواجهة التطرف والإرهاب والطائفية.

وللأسف كانت تلك هي التوصيات التي صدرت، وهي فعلا مخيبة للآمال ولا تعدو كونها عبارات وعناوين رئيسية لكل الأخبار التي في متناول أيدينا يوميا، وحقيقة الأمر اننا مللنا منها من كثرة ترديدها حيث لا ترتقي إلى كلمة توصيات، والغريب القول انها توصيات على قدر كبير من الأهمية ولنا الحق ان نتساءل: هل يعتقد القائمون على المؤتمر ألا أحد يقرأ ولا يتابع الأحداث الأمنية المحيطة بنا؟ وهل وصل الحد بمؤسسة أكاديمية يشار إليها بالبنان الى ان تصدر مثل هذه التوصيات العامة التي يعرفها القاصي والداني؟! نعم كان الأجدر ان تصدر تلك التوصيات دون الإشارة إلى انها على قدر كبير من الأهمية، أي أهمية لتلك التوصيات العامة؟! وهل سيستفيد منها أصحاب القرار وسيتم تطبيقها على الساحة؟!

لا شك ان أي مؤتمر وتوصياته هي انعكاس للقائمين عليه لأن هناك من يتابع مثل تلك المؤتمرات بما تشمله من نقاشات وتوصيات، من هنا فإن الإعداد الجيد واختيار المواضيع المحددة الهادفة الجادة التي تمس الأمن والاقتصاد محط أنظار الكثيرين الذين يتوقعون توصيات على قدر مستوى المشاركين يمكن استثمارها والإشارة إليها في الاجتماعات الإقليمية والدولية، ولكن ان تكون توصيات عامة ويتم الترويج لها كأنها توصيات مهمة على قدر كبير من الأهمية، فهذا الأمر قد جانبه الصواب، فهل هذه التوصيات فعلا تقدم الحلول السياسية؟ هل هي غائبة عن أصحاب القرار؟! وكل ما نملك قوله ان من الإعداد الجيد أو الأفضل عدم عقد مثل هذه المؤتمرات التي تصرف عليها الدولة مبالغ طائلة دون فائدة وتخرج بتوصيات عامة تندثر مع انتهاء المؤتمر ولا تعمل لإيجاد الحلول للمواضيع الأمنية والسياسية والاقتصادية، وهو الهدف من إقامة هذه المؤتمرات، فهل يعي القائمون على هل هذه المؤتمرات مستقبلا؟! هذا ما نأمله.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك