عن تونس ودعوات إقصاء الآخر!.. يكتب سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 418 مشاهدات 0


الأنباء

فكرة  /  محاولات إقصاء غير مجدية في تونس

سلطان الخلف

 

تسير تونس بخطى واسعة نحو تكريس ربيعها العربي. فقد تم تشكيل أول حكومة ديموقراطية ائتلافية بعد انتخابات برلمانية حرة شاركت فيها جميع الاحزاب السياسية بتوجهاتها الدينية أوالعلمانية أو اليسارية أوالشيوعية. ومن المستغرب أن تخرج بعض الأصوات التي تنتسب إلى حزب الجبهة الشعبية المكونة من يساريين وشيوعيين وقوميين تنادي بإقصاء فصيل شعبي كحزب النهضة الإسلامي من التشكيل الحكومي وهو يتمتع بثقة شريحة كبيرة من الشعب التونسي ويمثله 69 نائبا في البرلمان التونسي ويأتي في المرتبة الثانية شعبيا بعد حزب نداء تونس. المعروف أن الحكومات الائتلافية قد تتشكل من أحزاب مختلفة وعلى درجة كبيرة من التناقض في توجهاتها السياسية أو الفكرية ومع ذلك تظل هذه الحكومات الائتلافية تتجاوز خلافاتها وتعمل بشكل توافقي من أجل مصلحة بلدانها وخدمة شعوبها، ولا أدل على ذلك من حكومة الكيان الصهيوني التي تتألف من متطرفين يهود صهاينة، أرثوذكس، وليبراليين ويساريين، لكنهم يفتخرون بانتمائهم للصهيونية ولتراثهم التلمودي حتى إنهم متفقون على إعلان دولتهم دولة يهودية تعبر عن هويتهم الدينية. حزب الجبهة الشعبية ذو التوجه اليساري لا يزال يفتقر إلى الوعي بأهمية مشاركة جميع التيارات السياسية من أجل ضمان مسيرة الديموقراطية في تونس بعد ثورة الياسمين المجيدة ولا يزال يعاني من ثقافة الاستفراد بالسلطة التي سادت عالمنا العربي لعقود طويلة وحساسية مفرطة تجاه الأحزاب الدينية، ومن الصعب عليه وهو بهذه الحال الانسجام مع المرحلة الجديدة التي تمر بها تونس والتي تتطلب التحلل من سلوك إقصاء الآخر وتقديم مصلحة تونس على المصالح الحزبية الضيقة وعليه أن يعمل بجد واجتهاد وهو يتمتع بشعبية متواضعة جدا على توسيع قاعدته الشعبية من أجل لعب دور أكبر على الساحة السياسية التونسية، فذلك أجدى وأنفع لتونس من دعوات إقصاء الآخر.

****

حادثة مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة على أيدي تنظيم «داعش» سوف تزيد من تعقيدات التورط في مستنقع الحملة العسكرية ضد «داعش» ويحول الأنظار عن أزمة سورية الأساسية وهي بقاء نظام البعث الطائفي في دمشق واستمراره في تدمير سورية وسفك المزيد من دماء الشعب السوري.

****

قيام الحوثيين بالإعلان الدستوري بعد انقلابهم العسكري وحليفهم علي عبدالله صالح على السلطة في اليمن يسير وفق توجيهات ومباركة حكومة طهران، وربما ليس من المستبعد أن يكون مقبولا من قبل البيت الأبيض، حيث إن الحوثيين في عداء مع «القاعدة» وليس مع الأميركان.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك