النفاق العالمي ضد الإسلام!.. بقلم وليد الغانم

القبس

النفاق العالمي ضد الإسلام

وليد عبد الله الغانم

 

قُتلت عائلة عربية مسلمة مؤلَّفة من ثلاثة أشخاص مبتعثين رمياً بالرصاص في مجمع سكني بالقرب من الجامعة بولاية كارولينا الشمالية في أميركا، وتبين أن القاتل كان قد نشر رسائل مناهضة لجميع الأديان على «فيسبوك». الصدمة لم تكن فقط من هول الفاجعة، وإنما من الصمت الإعلامي العالمي الذي أحاط بالجريمة، والسبب واضح أن القاتل لم يكن مسلماً، وان القتلى وللأسف من المسلمين العرب رحمهم الله.
بالرغم من محاولة وسائل الإعلام الاميركية والعالمية تجاهل الحادثة، وعدم الاشارة إليها، فإن وسائل التواصل الاجتماعي شكّلت الضغط المناسب عليها، فاحتلت الحادثة المركز الأول على موقع تويتر، للتنديد بالصمت الإعلامي الأميركي، وحصدت أكثر من 800 ألف تغريدة في أقل من 24 ساعة، مما أجبر كبرى القنوات والصحف على أن تضطر مرغمة لنشر معلومات ووقائع الجريمة، وتترك عنصريتها البغيضة وعداءها لقضايا العرب والمسلمين ولو مؤقتاً.
هل كنا نحتاج هذه الحادثة لنعلم حقيقة موقف الغرب من العرب والمسلمين؟ سنكون إذن من الجاهلين، فخلال عقود من الزمن لم تنفك السياسات الغربية للإضرار بالإسلام والمسلمين والحط من شأن العرب في كل شاردة وواردة، وما الكوارث الكبرى التي مرت بها الامة العربية، بدءاً من وعد بلفور الغادر حتى يومنا هذا، مروراً بكل الحروب المفتعلة في المنطقة وقنابل التقسيمات الحدودية وزرع عوامل الصراع الداخلي وتشجيع الطائفية ورعاية الانفصالات الإقليمية ودعم الأحزاب العسكرية المدمرة وحرق جيوش العرب في معارك لا طائل منها والانحياز البغيض والمفضوح مع الكيان الصهيوني، وامور اخرى لا تعد ولا تحصى سوى دلائل واضحة لا لبس فيها ان القوم لا يريدون لنا الخير، ولن يسهموا في استقرارنا، ولن يباركوا تفوقنا وارتقاءنا لحظة واحدة.
طبعاً لن نلومهم، فما نحن فيه هو ما كسبته ايدي العرب من بعد الحرب العالمية الاولى، وستظل حالنا كذلك ما لم تفق الامة وتكتشف مواطن عزتها وانتصارها ووحدتها التي فرطت بها. والسؤال اين منظمة العالم الاسلامي والجامعة العربية والقنوات العربية التائهة من هذا الحدث، ومن هذا النفاق العالمي ضد الاسلام؟ «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» صدق الله العظيم.
إضاءة تاريخية: سنة 1916 بني بوم المحمدي لآل معرفي، وهو أكبر بوم شراعي في تاريخ الكويت، طوله تجاوز 50 مترا، وطبع وغرق بعد سنة واحدة امام ساحل الكويت.