الحكومات القوية لا تخشى الحرية!.. هذا ما يراه مبارك الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 349 مشاهدات 0


الوطن

تأبط رأياَ  /  أبواب الحرية!

مبارك بن شافي الهاجري

 

الحكومات القوية لا تخشى الحرية، بل على العكس من ذلك تعمل على تعزيزها وحمايتها، ولقد كفل الدستور الكويتي حرية التعبير، وأكد على ذلك.كان ذلك عندما كانت الحكومة قوية، لا تخشى الحرية، لأنها تعمل في النور، وتتوخى مصلحة الوطن والمواطنين.
حكومتنا الحالية، أيضاً، لا تخشى الحرية، حرية العمل على هواها دون خوفٍ من رقيب، فهي تمارس حريتها كاملة في اسكات كل من يحاول ان ينتقد أعمالها، يساعدها في ذلك مجلسٌ قويٌّ، أيضاً، يعمل أعضاؤه بكل ما لديهم من قوة على تحقيق مصالح ذاتية، لا علاقة للوطن والمواطنين بها.
المواطن الضعيف فقط، عليه ألا يتحدث عن الحرية.ثم ماذا سيفعل بالحرية؟ لماذا يفكر في أمورٍ لا تسمن ولا تغني من جوع؟ ما الذي يجعله يهتم، مثلا، لتردي الخدمات الصحية؟ ما عليه الا ان يتوسط بأحد أعضاء مجلس الأمة القوي جداً ليذهب به الى رئيس الحكومة القوية جداً، التي لا تخشى الحرية في عمل ما تريد، فيحصل على فرصة للعلاج في الخارج في أحسن الدول وأجملها هو ومن يعزّ عليه.
والتعليم! ما الذي يجعل هذا المواطن يفكر في قضية التعليم؟ مصر فيها جامعات، والأردن فيها جامعات، والسعودية والبحرين وقطر والامارات وعمان، غير جامعات أوروبا والأمريكتين، واستراليا، والهند والفلبين.كل ما عليه فعله هو ان يكلم عضو المجلس القوي جداً، ليكلم له رئيس الحكومة القوية جداً، التي لا تخشى الحرية في عمل ما تريد، فيحصل على أفضل فرصة للتعليم في الخارج، وعلى راحته، لا يستعجل، حتى لو استغرق تعليمه عشرات السنين.
والتوظيف، والاسكان، والمرور، والأمن، والكهرباء، والاقتصاد، والمشاريع المعطّلة، وغيرها من الأمور التافهة، كلها أشياء يجب ألا يشغل المواطن عقله بها، فالحكومة القوية جداً، التي لا تخشى الحرية في عمل ما تريد، قادرةٌ على التعامل معها، وحجب حقائقها عنه، كي يرتاح، في ظل مجلسٍ قويٍّ جداً، أعضاؤه لا يفكرون الا في أنفسهم.
تعمل حكومتنا الرشيدة (!)، ومجلس أمتنا الموقّر (!) على قتل حرية التعبير، بعد ان شوّهوا معالم حضارتنا، وصار المواطن الكويتي ينظر الى الآخرين، ويتمنى ان يكون لديه مثل ما لديهم، وهو الذي كان يتمنى ان يكون لدى الاخرين مثل ما لديه! لكن الحرية لا تقتل، وهي ليست هبة يعطيها من شاء لمن يشاء، بل هي حقٌ من الحق جلّ وعلا، جعلها في فطرة الانسان، اذ خلقه حرّ التفكير والارادة، وخيّره حتى بين الايمان والكفر به: «فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ».
و للحريّة بابٌ، كما قال شاعر.فعسى الله ألا يضطر الكويتيين لطرقه بأيديهم، اذا ما نجح الجهلاء في غلق أبواب التفكير والتعبير.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك