من غير المعقول أن تحل الكوارث بالبلد والوزير يبقى في مكانه!.. خالد الطراح مستنكراً
زاوية الكتابكتب فبراير 15, 2015, 12:57 ص 493 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / كارثة الأربعاء الأسود
خالد أحمد الطراح
ما حصل يوم الأربعاء الموافق 11 فبراير الجاري كارثة حقيقية، فانقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق الكويت يؤكد عدم وجود خطة للكوارث، وتواضع الإمكانات الهندسية في مواجهة الطوارئ. وتصحيحاً لمعلومات الوزير الإبراهيم، فقد بدأ انقطاع التيار الكهربائي عن بعض مناطق العاصمة كالخالدية واليرموك وقرطبة وغيرها في الساعة 7.10 مساء وليس 7.26 كما صرّح الوزير! شخصياً، وبعد اتصالات عديدة لمدة تفوق 15 دقيقة، تمكنت من الحديث هاتفياً مع طوارئ 152 في نحو 7.30، ولم يكن لديهم علم بالوضع سوى أن «التيار مقطوع عن نصف الكويت من دون تحديد الأسباب»، والسبب يعود إلى غياب نظام طوارئ وخطة للكوارث لمثل هذه الأوضاع، حيث لم يتم إبلاغ الطوارئ بحالة العطل وظروفه، علاوة على عدم صدور تصريح صحافي من الوزير إلا في نحو 8.40 مساء، أي بعد نحو أكثر من ساعة من انقطاع %70 من طاقة العمل الكهربائية!
هل يمكن لمعالي الوزير أن يتخيل حجم الكارثة وانعكاساتها على أسر الكويت؟ هل يمكن أن يتخيل ما هو الوضع لولا مساعدة هيئة الربط الكهربائي الخليجي في معالجة كارثة الأربعاء الأسود؟
في 10 فبراير الجاري، صرّح الوزير الإبراهيم بأن «الوزارة استعدت جيداً للصيف المقبل»، بينما يبدو أن الوضع ما قبل الصيف لم يكن ضمن استعدادات الوزارة!
هل يعلم الوزير بطبيعة حالة الهلع والإشاعات التي انتشرت في ظل غياب المعلومة الصحيحة عن كارثة انقطاع التيار، خصوصاً أن إذاعة الكويت واصلت (لم تقصر) في بث الأغاني الوطنية خلال هذا الوضع الكارثي؟!
نحن لسنا بحاجة إلى لجان تحقيق، فيكفي ما لدينا من لجان تحقيق، نحن بحاجة إلى أن يتحمل الوزير الإبراهيم المسؤولية السياسية في تقديم استقالته، وربما عليه أن يتذكر أن الاستقالة هنا تعني إدراك المسؤولية ومن أخلاقيات العمل السياسي كما فعل وزراء سابقون، ومنهم الدكتور حسن الإبراهيم حين قدّم استقالته لمجرد عدم انسجامه مع سياسة الحكومة آنذاك، وكذلك الحال مع الوزيرة معصومة، حين استقالت بسبب حريق مستشفى الجهراء، وغيرهما من المسؤولين الذين واجهوا الأزمات بروح المسؤولية، ولم يتهربوا منها.
من غير المعقول أن كوارث تحل بالبلد والوزير يبقى في مكانه، متمتعاً برزة كرسي الوزارة، بينما يدفع المواطن ثمن الكارثة، ونعتبر كل الكوارث سحابة صيف!
تعليقات