عبد الله العدواني محذراً: التهديد الحوثي الإيراني يحاصر دول الخليج!

زاوية الكتاب

كتب 570 مشاهدات 0


الأنباء

دلو صباحي  /  سكين اليمن وصلت العظم

عبد الله العدواني

 

ما يحدث في العالم العربي هذه الأيام أمر كان متوقعا منذ فترة ليست بالقليلة فالعجلة دارت قبل اربع سنوات وكان علينا أن ندرس المشهد ونستفيض في دراسته وتحليله واتخاذ الخطوات اللازمة لحمايتنا في دول مجلس التعاون الخليجي التي لم يعد في العالم العربي غيرها التي تنعم بالاستقرار ربما النسبي ولكنه ملموس ومحسوس حتى الآن.

وها هو اليمن السعيد آخر البلدان العربية التي تنفرط من العقد وهي الدولة الأقرب وربما التي ستكون أكثر تأثيرا على الخليج العربي ونحن نجلس نشاهد من الشرفة نمصمص الشفاه ونتحسر ولا نتخذ أي موقف حاسم بينما يسير المد الإيراني بخطى سريعة للسيطرة على العواصم العربية واحدة تلو الأخرى.

وبعد أن أصبح النفوذ الإيراني يسيطر على بغداد ودمشق وبيروت ها هو يظهر بكل وضوح في صنعاء التي سيطر عليها الحوثيون تماما.. واصبحت يدهم هي العليا والمتحكمة في اليمن بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة اليمنية وحل الحوثيون للبرلمان وتشكيل برلمان مصغر (على كيفهم) مؤقت ليمنحهم الشرعية في كل ما يفعلونه.

هناك خطر كبير من التهديد الحوثي الإيراني الذي بات قاب قوسين أو أدنى من عواصم الخليج بل إن التهديد يحاصر دول الخليج بسرعة من كل الجهات، والأمين العام لم نجد له تحركات لمنع مثل هذه التهديدات من أن تتمدد وتلتف على عنقنا.

لا أعلم لماذا دائما لا نتحرك إلا بعدما (تصل السكين العظم) وفي وقت يصعب فيه أن تعود الأمور لنصابها ويستقيم الوضع الذي أصبح يشكل خطرا كبيرا على دول الخليج.

إن سيطرة الحوثيين في ظل الصمت الأميركي أمر يدعو للاندهاش، والتدخل الإيراني والسكوت الغربي عنه أمر غريب بالفعل لكنه يشير في النهاية إلى أن الخطة الجديدة رسمت في ظل غياب العرب وخصوصا الخليج وفي حضور ايراني مميز وفريد وجديد من نوعه.

اغلاق السفارة السعودية أخيرا ليس تلك الخطوة المانعة للخطر الحوثي الإيراني، وسيكون اليمن في المستقبل هو منبع الخطر الحقيقي إذا ما ظلت الأوضاع على ما هي عليه.

ها هم وزراء الخارجية الخليجيون يجتمعون في الرياض لبحث أوضاع اليمن بعد ضياعها.. ولذلك نقول لهم ان سياسة المواربة لم تعد تجدي او تفيد اليوم بعد أن تركتم الساحة لايران.. وبات عليكم اتخاذ قرارات حاسمة فالأميركان لن يتحركوا لأنه من الواضح أن لديهم خطة تسير كما رسموها وللوصول للأهداف التي وضعوها، وبات علينا أن نعتمد على انفسنا في الدفاع عن انفسنا ومصالحنا.

قد نستعين بأشقاء أو أصدقاء، نعم ولكن علينا أن نكون على استعداد جيد للمواجهة بمفردنا أيضا.. المسألة لم تعد مجرد عمل مخابراتي ومن وراء ستار.. ولكن قوة الردع يجب أن تكون حاضرة، وعلينا أن نعمل لعودة الاستقرار لليمن وبإرادة شعب اليمن الذي أرغمه الحوثيون الآن على الانصياع لهم تحت تهديد السلاح.

لقد حان الوقت الذي نثبت فيه لمن يتربصون بنا أننا لسنا لقمة سهلة سائغة، وعلينا أن نعمل على كل الأصعدة من أجل مستقبل بلادنا.. فلم يعد هناك إلا بضعة كيلومترات وتلتهمنا نار الصراعات التي لم نحسب حسابها أو ربما لم نحسن تقدير الموقف بشأنها.. والآن جاء دوركم الحقيقي وقت الأزمة.. فماذا أنتم فاعلون؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك