القلعة الأخيرة .. بقلم محمد البنوان

زاوية الكتاب

كتب 1123 مشاهدات 0


لا توجد هناك مصطلحات مهذبة يمكن ان تصنف واقع المشهد السياسي الإقليمي في هذه المنطقة ، العبارة سالفة الذكر ربما تلخص واقع حال الكثير من اهل السنة في اليمن ممن ابتلوا بواقع مرير قادهم اليه جموح كثير من سياسييهم الليراليين والعلمانيين أصحاب نظرية التعايش مع الذئاب فبعد ما يقرب العقد من الحروب الفاشلة ها هي جحافل الحوثيين تعيد رسم سيناريو قد خطط له من سنوات لتحويل صنعاء الى كانتون إيراني معلنة شاء من شاء وابى من ابى سيطرتهم على مكونات لحياة السياسية في اليمن وعليه فهم الملوك الجدد في حقبة تقاطعت فيها المصالح الإيرانية مع الامبريالية الامريكية على حساب دماء من لا يقبل ذلك التعايش مع هذه الوصاية، لا اريد ان ادخل في أسباب ذلك الانهيار ولا الخيانات المصاحبة له كمالا اريد ان اجنح الى تاريخية ذلك الصراع لذي ولد هذه الوصاية فكل هذه الأمور تحتاج الى كم من المقالات والدراسات لتحليلها ولكن اكتفي بجزء يسير يلخص أسباب هذه الحالة التي وصل اليها اليمن ومن قبله العراق وما قد تصل اليه دول المنطقة ان استمرت هذه الفوضى.

ببساطة فان الخطا الوحيد المتكرر الذي يطغى على الساحة السنية هي تعاملها مع الاحداث السياسية من بوابة العلمانيين والليبراليين ممن ينسبون الى هذا المكون فطوال التاريخ.

الحديث كانت الحركات السياسية المنسوبة لاهل  السنة اولنقل نعظمها تتبع ايدلولوجيا تتعارض فكريا مع قواعدها الشعبية فالدين كان امرا هامشيا لدى الكثير منتلك التيارات مما جعل قياداتها يقبلون التعايش مع اطراف يدركون هم قبل غيرهم انهم لا يريدون بهم خيرا وعلى هذا كانت شعارات الوحدة والاخوة والتعايش الفارغة من محتواها ثم شعارات مكافحة الإرهاب السني هي الأساس في التعامل مع الاحداث السياسية لى اعتبار ان هذه الامورهي ما يرضي المارد الأمريكي كما انها هي من تكفل بقاء المناصب السياسية في ايدي اولائك الشرذمة اذي لا يمكن ان يؤمنوا على قطيع غنم فضلا عن دولة بما فيها من مقدرات هؤلاء الحمقى من الذين اقيمت عليهم الحجة وعذرا على هذا اللفظ لم يسعوا لحماية مقدرات بلدانهم فضلا عن من وثق بهم من أبناء طائفتهم فاقيمت المجازر الجماعية سجون التعذيب السرية و حالات متعددة من الاغتصاب على ايدي شركائهم السياسيين من أبناء الطوائف الأخرى دون ان يكون لهم يد فاعلة واقعيا في إيقاف تلك الممارسات لينتهي الامر بكثير منهم الى السجون او التهميش
اواحكام الإعدام بعد ان فقدوا جميع مقدرات القوة في أيديهم واصبح هم الكثير منهم النجاة بنفسه او الفوز بابكر نصيب من الكعكة قبل ان يسلم من اوصله  الى مقصلة الجلاد باضافته للشرعية الزائفة على أصحاب الولائات الخارجية.

ان تصحيح هذا الخطا لا يكمن عبر الندوات السياسية او اللقاءات التشاورية كما انه لا يمكن ان يتاتى بالجلوس مع أصحاب المخططات الطائفية الخارجية فالصراع الان صراع قوة فمن يملك السلاح هومن يملك التغيير ومن يتعامل مع الاحداث الحالية بنظرة الحالم الحاني سينتهي به الامر غالب الظن كما انتهى بطارق الهاشمي ورافع العيساوي في العراق.

ان امام اهل اليمن ومحافظة البيضاء وبقية المحافظات التي لم يلطخها الدنس الحوثي مسؤولية جسيمة مسؤولية تنوب بها عن الامة باكلمها مسؤولية تتجلى بابهى صورها في هذه اللحظات مسؤولية تتطلب نبذجميع الأحزاب السياسية الديمقراطية مهما كانت خلفياتها الثقافية او شعاراتها الحزبية مسؤولية تتطلب توحد جميع المقاتلين والأهالي على اختلاف انتمائاتهم القبلية والعشائرية في جبهةواحدة لا تقبل الاملاءات الخارجية ولا تعطي وزنا لوعود الدولية مسؤولية يجب ان تدرك الأخطاء التي وقع بها من ظلم في العراق وسوريا وتتلافاها ان ادراك هذا الصراع من قبل اهل اليمن ومن ثم من قبلنا هو من سيحددبعدارادة الله شكل خارطة المنطقة القادمة فاما ان يقف هذه التمددوامان انتسقط القلعة الأخيرة .

محمد سعود البنوان

الآن - رأي: محمد البنوان

تعليقات

اكتب تعليقك