تزايد الإرهاب في ليبيا لا يهدد مصر بمفردها!.. هكذا تعتقد دينا الطراح

زاوية الكتاب

كتب 429 مشاهدات 0


القبس

كلمة راس  /  النسور المصرية والأقباط

دينا الطراح

 

قامت مقاتلات قواتنا الجوية المصرية بتوجيه ضربات مركزة وشن غارات جوية فجر الإثنين على معسكرات ومناطق وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابي بالأراضي الليبية».

(بيان من القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية)

قبل أن يتوجه سيادة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (حفظه الله ورعاه) إلى الكنيسة القبطية لتقديم واجب العزاء في مقتل 21 مصرياً قبطياً ذبحاً بأيدي الإرهابيين الغادرة التابعين للتنظيم الإرهابي داعش، انتقمت النسور المصرية ببسالة ليس لها مثيل من إرهابيي ليبيا، وأعلنت جمهورية مصر العربية عن انعقاد المجلس العسكري الذي قدم بياناً أعلن فيه للشعب المصري قيام نسور القوات الجوية المصرية بتوجيه ضربات جوية ضد محاربي تنظيم الدولة الإسلامية داعش بليبيا فجر يوم الإثنين (16 فبراير 2015)، وقد حققت الضربة أهدافها بدقة وعادت نسور القوات الجوية الى قواعدها سالمة بحمد الله.
فحينما يتعلّق الأمر برد فعل لاغتيال المصريين على أيدي الإرهاب، وبأمن وسلامة المصريين بالخارج، وبمنع الإرهاب والمعاقبة عليه، وبتعمد خلق حالة من الرهبة في أذهان أشخاص معينين يمثلون أقلية بالدولة المصرية وهم الأقباط بشكل خاص.. أو حتى لدى جموع المصريين بشكل عام.. وبناء على ذلك، فإن ما قامت به جمهورية مصر العربية يتفق مع قرار الأمم المتحدة رقم 34/145 الذي ينص على تجريم وإدانة الإرهاب الدولي الذي يعرض أرواحاً بشرية للخطر، ويهدد الحريات الأساسية وحقوق الإنسان الأصيلة.
وضربات نسور مصر الجوية تتفق كذلك مع قرار الأمم المتحدة رقم 159/39 الذي يتضمن إدانة لسياسات وممارسات الإرهاب في العلاقات بين الدول.. وبتعبير سياسي أدق «إرهاب الدولة»، وأعني تحديداً أن الهدف من حادثة اغتيال الأقباط المصريين هو إرهاب الدولة المصرية.. لأن المسيطرين على الحكم بدولة ليبيا اليوم هم تلك المجموعات من التنظيمات الإرهابية.
وإذا كان الجيش الليبي قادراً على مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية.. فلماذا لم يفعل ذلك مباشرة بعد قيام داعش بالإعلان رسمياً عن اختطاف الأقباط.. ليخلصهم من أيدي الإرهاب قبل أن تقوم بذبحهم هكذا؟
ولذلك، أرى أن تزايد أعمال العنف والإرهاب الخطيرة بليبيا لا يهدد مصر بمفردها، ولكنه يهدد كذلك مجموعة دول البحر المتوسط ودول المغرب العربي أيضاً، وإخراج ليبيا من مأزقها الحالي يأتي بالإسراع بدعم الجيش الليبي بالإمدادات العسكرية ليقوم بدوره في القضاء على كل التنظيمات الإرهابية بأرضه، وليشكل الجيش الليبي أحزاباً سياسية تنبثق من قيادات عسكرية وطنية بحتة، فالجيش يظل هو المؤسسة الوطنية الوحيدة الموثوق بها لأن مهمتها الأساسية تكمن في المحافظة على الأرض وكيان الدولة ووجودها. ولذلك، فإن أي قيادة سياسية منبثقة عن الجيش وقواته العسكرية هي مبعث لثقة الشعب بتلك القيادة. أما الأحزاب السياسية الأخرى، فقد تنخرط في التنافس على المصالح الاقتصادية والصراعات السياسية التي لا تنتهي، بل وقد تضيع دول بشعوبها وأراضيها بسبب ذلك.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك