الكويت تعاني من الفشل القيادي والاجتماعي!.. هكذا يعتقد تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 466 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  ممكن تقرأ سبب فشلنا..!

د. تركي العازمي

 

لأننا في الكويت نعاني من الفشل على المستويين القيادي والاجتماعي... فقد فشلنا في توفير كوادر استشارية تنقل المجتمع من حالة «الحلطمة» و «الانشقاق» إلى الانضباط الاجتماعي وقوة اللحمة الوطنية.

لهذه الأسباب سأنقل لكم حكاية رجل إعلام أميركي فيها مفتاح النجاح لنا!

يقول الإعلامي الأميركي إنه في أحد الأيام وهو يهم بالدخول للمشاركة في دورة تدريبية... وجد طاولة يجلس عليها رجل كبير السن فاستأذنه بالجلوس معا على نفس الطاولة.

سأل الإعلامي الرجل المسن عن اسمه وقال «كوب كاب ماير» فرد عليه «كوب كاب ماير»، صاحب أسطورة علم التنمية البشرية في هذا العصر وصاحب كتاب ألف مبدأ للنجاح؟ فأجابه بنعم.

هنا طالبه بأن يعطيه مبدأ واحداً من مبادئ النجاح إذا أمسك به حقق النجاح؟ فقال ماير: سألت ذات السؤال توماس صاحب مبادرات النجاح وطلبت منه مبدأ لواحد من مبادئ النجاح الأعظم فقال لي: افعل ما يجب عليك فعله وقت ما يتحكم عليك فعله سواء كنت تحب هذا الفعل أم لا تحبه؟

هنا قال كوب كاب ماير: 999 مبدأ للنجاح لا قيمة لها إذا لم تفعل هذا؟

وعلى المستوى المحلي... كنت أردد على البعض تفسيرا للانضباط الذاتي الذي شرحه ماير وتوماس وما نحن بالفعل نفتقر إليه، فإن تخلفنا سببه يعود إلى عدم فهمنا للقيادة بدءا من الفرد إلى القياديين في مؤسساتنا مرورا بالمجاميع التي «شخبطت» هويتنا الاجتماعية... القيادي يا سيدي هو من يحدد العمل الصح، والتابعون له هم من يقومون بإجراءات العمل على النحو الصحيح الذي تحكمه ضوابط وحوكمة أخلاقيات العمل... وعلى المستوى الشخصي٬ لدى كل فرد قيادي وهو العقل الذي يخبرك بالصح ولسانك ويدك وعيناك وأذنيك هم التابعون وعليها تنفيذ قرارات القيادي العقل... وبطبيعة الحال العقول تختلف كاختلاف القياديين وتدخل فيها الثقافة كمحرك رئيسي يميز بين قيادي وآخر!

وفي مسألة مرتبطة بالانضباط الذاتي أسألكم بالله العلي العظيم: كم منكم قام بما يجب عليه فعله وقت ما يتحتم عليك فعله سواء كان يحب هذا الفعل أم لا؟

طبعا الإجابة في الغالب ستكون: نادرا ولأننا تركنا ما يجب علينا فعله من قرارات إصلاحية على المستوى الفردي لتصحيح ثقافتنا الاجتماعية وعلى المستوى القيادي بدءا من أصحاب القرار مرورا بالحكماء والمؤثرين العقلاء ممن يفترض منهم التدخل في توجيه الاستشارة لأصحاب القرار في الوقت المناسب نتجت لنا هذا المحصلة المؤلمة!

هنا ذكرني أخي الحبيب د.جابر الهبيدة بقول علي بن أبي طالب «من وضع نفسه موضع الشبهات فلا يلومن من أساء الظن به»!

والاعتقاد مني بتوفر سوء الظن قريب من التأكيد فكثير من القرارات الإصلاحية ننتظرها ولا نراها وبمعنى آخر «نسمع جعجعة ولا نرى طحينا»، وهو ما جعلنا في نهاية الركب مقارنة بالدول المجاورة ودول المؤسسات.

مما تقدم... أرى بأن الانضباط الذاتي كما ذكره ماير الأسطورة وتوماس وغيرهما وقبلهما بكثير ما ورد في الكتاب والسنة النبوية وما نبه حوله علي بن أبي طالب... أين نحن من دين عظيم ومجتمع حسب المعطيات يفترض أن يكون واحة جميلة: فهل وصلت الرسالة حفظكم الله ورعاكم ووهبكم القدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب لنرتاح قياديا واجتماعيا... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك