القياس أمر مهم جداً في العمل المؤسسي!.. بنظر تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 358 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  القياس.. هو المخرج!

د. تركي العازمي

 

سبحان الله... ما أشبه الليلة بالبارحة فقد كتبت مقالين الأول بعنوان «المكاشفة» بعد اجتماع الغالبية المؤرخ في 2013/4/4 والثاني معنون بــ «المكاشفة و حراك أمة» نشر في 2013/4/7... واليوم تذكرت أهمية المكاشفة وبعيدا عن السياسة أنظر لها من الجانب الاجتماعي!

النصيحة التي تطرحها من قلب محب لكل مواطن يعي مفهوم الوطنية الحقة تبقى جميلة وإن تغيرت الأيام تبقى هي كما هي وصداها يلازمك برضاك طبعا إن كنت تتمتع بصفة الأخلاق في تعاطيك مع مجريات الأمور.

العمل المؤسسي الذي يحرك مستوى الرضا لدينا له معايير ويقاس على ضوئها ولهذا السبب بقاء الحال على ما هي عليه دليل على أن المكاشفة لم يؤخذ بها وبالتالي تبقى النصيحة قائمة لكن في مقال اليوم نطرحها من زاوية أخرى!

كنت أقول في مداخلات تلفزيون «الراي» قبل سنوات «إن المشكلة في النفوس وليست في النصوص» ولم يبحث أحبتنا عما في النفوس بغية الوصول إلى حلول ترضي الجميع وعلى أثره يرتاح الوطن مما يعانيه من ركود اجتماعي ومؤسساتي!

الزاوية التي أقصدها هنا هي «القياس» فمن غير قياس صحيح للأحداث وأعني تنفيذ المشاريع واللحمة الوطنية وثقافة المجتمع ومستوى الخدمات من تعليمية وصحية ومرورية وغيره... والنواة الأهم هنا الإعلام الذي يقع على عاتقه أهمية تثقيف المجتمع وأفراده بضرورة عرض ما يعانون منه فهم صمام الأمان فعندما تكتب التقارير بشكل سليم يستطيع أصحاب القرار معرف كفاءة كل قيادي على حدة وفي حينه!

إن القياس.. هو المخرج بعد أن تطرقنا لوسيلة المكاشفة ولم يأخذ بها أحبتنا ممن يهمهم رفعة شأن الوطن والمواطنين.

كيف لنا العمل بطريقة القياس إذا لم تؤتَ المكاشفة الأهمية المطلوبة!

القياس هنا يرتكز على الجانب النفسي بمعنى أن كل متضرر من معاملة٬ حدث٬ موقف٬ خدمة معينة في الغالب لا يجد من يعينه وبالتالي يبحث عن متنفس، وتجده بعد أن تضيق به السبل يتبع هوى نفسه وهو أمر خطير للغاية.

إن القياس لمخرجات الأنفس هو ضمنيا مكاشفة بطريقة غير مباشرة لكنه في هذه الحالة٬ أي القياس٬ تكون مدونة وعليه لا يكون أمامنا سوى البحث عن الحلول.

والحلول عند قياديينا قد تبدأ... وتنتهي مع مغادرته المنصب وهو نهج ملاحظ في النمط القيادي الكويتي على مستوى معظم مؤسساتنا، ويأتيك قيادي جديد بنفس مختلف وطبيعي جدا يقوم بتغيير في الرؤية والتغيير في الرؤية يؤثر في إستراتيجية العمل والقياديين العاملين، وقد ينتج عنه تغيير في القياديين وهكذا تستمر حكاية التغييردون إتمام للحلول «خطط العمل»: فما هو المخرج؟

علينا فهم مبدأ القياس وتحديدا النفسي والعمل على القضاء على أسباب وجوده والمضي قدما نحو تطبيق الفكر الإستراتيجي من خلال رؤية خاصة وأهداف وإستراتيجيات للتنفيذ ثابتة وإن تغير القيادي سواء أكان وزيرا٬ رئيسا تنفيذيا٬ مديرا عاما... إلخ!

هذا هو العمل المؤسسي... القياس فيه أمر مهم جدا وإلا كيف يتسنى لنا معرفة التيه القيادي الذي نعاني منه وعلى الرغم من أننا طالبنا بوجوب العمل بالـ«المكاشفة» ولم ينفذ فعلى الأقل نتدارك الأمر عبر منهج القياس: فهل من متعظ؟... الله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك