إلى متى سنلعب دور الثري الجاهل الذي تغيب عنه الحكمة؟!.. حسن كرم متسائلاً
زاوية الكتابكتب مارس 22, 2015, 12:59 ص 368 مشاهدات 0
الوطن
الكويت تدفع والقرارات للآخرين
حسن علي كرم
تستعد الكويت على المستويين الحكومي والاهلي «الخيري» لتنظيم مؤتمر المانحين الثالث للنازحين السوريين، وكانت الكويت قد اعتذرت عن تنظيم هذا المؤتمر بعد المؤتمرين الاول والثاني اللذين نظمتهما الكويت، ولم يلتزم المتعهدون بوعودهم لتقديم التبرعات التي وعدوا بتقديمها حسب تصريح لمدير ادارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الكويتية السفير جاسم المباركي، وكانت الكويت الوحيدة التي أوفت بتعهداتها كاملة وبنسب اقل دول اخرى(!!).
ولعل الغريب ان تتراجع الكويت عن موقفها الرافض لعقد المؤتمر الثالث، الذي اعتذرت عنه لأسباب واضحة ومقنعة ولا احد يستطيع ان ينتقد الكويت إن اعتذرت او رفضت المؤتمر لكون الفشل هذه المرة اوسع من المرتين السابقتين، ولاسيما مع ما تشهده الازمة السورية من تطورات على الصعيد السياسي، ومن انفراجات قريبة قد تشهدها الساحة السورية بين النظام والمعارضة ولاسيما ما يسمى بالمعارضة المعتدلة.
لعل الأوان قد فات للحديث بالدبلوماسية، بل لعلنا لا نجيد الحديث بالدبلوماسية التي لم نتعاطاها ولا نجيد علمها او هضمها، ولاسيما في زمن وفي ظروف وفي موضوع ينبغي ان نرفع الغطاء من على رؤوسنا ونتكلم بصراحة وبصوت عال، فالكويت التي رفضت او لنقل اعتذرت عن عدم عقد المؤتمر الثالث للمانحين ما بالها عادت عن رفضها ووافقت على المؤتمر وهي تعلم ان الفشل او الاخفاق سيكون ملازما للمؤتمر كما كان مع المؤتمرين السابقين؟! وخصوصا ان المؤتمر في حال انعقاده لا يمنح الكويت اي دور سياسي لحل الازمات القائمة في المنطقة وما اكثرها ولاسيما الازمة السورية المستعصية التي دخلت سنتها الخامسة والوضع هناك ينذر بالأسوأ..!
فهل دور الكويت ضخ المليارات هنا وهناك من دون صناعة او مشاركة لدور في صنع الحلول والقرارات للازمات القائمة والتي قد تكون لها (الكويت) شأن مباشر بها او قد تطولها على نحو قريب او بعيد، فالكويت لمن ينسى او يتجاهلها جزء مهم واستراتيجي من خريطة المنطقة، بل لعلها اهم من الكثير من الدول التي ادعت او تدعي لنفسها الزعامة والريادة، وحسب الكويت تاريخا لا يملكه الآخرون، فهل يجوز بعد كل هذا ان تبقى في الظل او خلف الآخرين حيث نتلقى الاوامر وضخ الاموال..؟!!
لماذا تراجع دور الكويت وكيف نسمح او نرضى لبلدنا ان يكون دوره امين صندوق المنطقة ودافع الضرائب؟ الى متى يستمر الاستنزاف وضخ المليارات من دون طائل ومن دون عائد سياسي او اقتصادي او قيادي؟ الى متى نستمر بلعب دور الثري الجاهل الذي تغيب عنه الحكمة والحنكة؟ هل فقدنا الثقة بأنفسنا أم نسينا تاريخا طويلا للكويت في الكثير من المحطات العربية والعالمية التي برزت كطرف بارز ومهم في اهم الازمات..؟!!
يبدو اننا ما زلنا نعيش عقدة الغزو وان هناك من يتعمد ادخالنا في عباءة الآخرين والمشي في ركابهم من دون ان تكون لنا مصلحة معهم او بهم!
يجب ان نعرف اين تذهب اموالنا، ويجب ان ندفع مقابل مردود اقتصادي او سياسي ينتفع به البلد، لا ينبغي خروج فلس من خزينة الدولة الا بعائد مضاعف.. بسنا مجاملات!!
تعليقات