سعد المطيري يكتب - أما أنا فرسالتي إلى الشعب الكويتي
زاوية الكتابكتب مارس 24, 2015, 1:19 م 1166 مشاهدات 0
بعد أن نشرت تقارير دولية توضح تصدر الكويت قائمة الدول ، كأعلى فائض مالي ، وتأكد تذيل الكويت واليمن قاع الترتيب في النمو والتطور الإجمالي ؛ كتبت جريدة الرأي رسالة إلي ولي الأمر ، تشكو له سوء الإدارة الحكومية في التصرف بالفوائض المالية ، وفشل أجهزة الدولة في الارتقاء والتطور المدني ، داعيةً إلي التدخل السريع لإنتشال البلد .
وأيضاً بعد بيان الفهد فيما يتعلق بحفظ قضية بلاغ الكويت إذا صح التعبير ، وما احتواه من تشكيك بقرار النيابة ، وعلى انه ماضي قدماً لكشف الحقيقة بِمَا يملك من تفاصيل توضح طلاسم المؤامرة و مخطط السيطرة على البلاد ؛ وجه محمد الجاسم رسالة له ، يدعوه إلي الاستمرار بالمسار الشعبي ، وأن تُنتزع قضيته لتصير في يد الشعب الكويتي !
فأما أنا لن أكتب للسلطة ، ولن أوجه رسالتي للمتنازعين حول مواقع في السلطة ، وإنما سَوْف تكون رسالتي إلي الشعب الكويتي ، رسالة تحذير وتذكير وتنبيه ، والتي آمل بأن تكون مصباحاً يضيء عندما يحل الظلام وتطير الخفافيش ، وخريطةً ترشدنا عندما يختلط الحابل بالنابل !
فأما التحذير بأن لا نتدخل بما تشهده الأحداث من تطاحن وتنازع حول مطامع لمواقع في السلطة ، قد تتطور في المستقبل ، فهده ليست قضيتنا ولا شأن لنا بِها ، وأن لا ننجرف معها ، أو نندفع حول تسريب معين أو قضية ما .
فإن قرار النيابة العامة قد حفظ قضية بلاغ الكويت ، وأكد أن جميع التسجيلات المقدمة إليها ليست أصلية ، ذلك أنها عبارة عن تركيبات صوتيه على الصُّور ، فلم يلبث إلا أن تكرر نفس الأسلوب بعينات لتسريبات أخرى لإبتزاز الطرف الآخر ، ليأكد الغرض الحقيقي هو التفاوض وعقد الصفقات حسب قناعاتي .
وهذا ما أكده النائب السابق أحمد السعدون بأن الفهد معروفٌ عَنْهُ محاربته للديمقراطية ، وأن الوعود والأدلة التي أطلقها وهمية ، وأن الهدف منها هو خلق مناخ (تفاوضي) .
وأما رسالة التذكير أن أولويات الشعب الكويتي أكبر من المتخاصمين حول مواقع معينه في السلطة، وأن لا نكون طرف في المعركة ، لأَنِّي أدرك تماما ، أن التسريبات لمْ تكن لإجل إقامة نظام ديمقراطي متكامل ، أو أنها تهدف إلي ان تكون الأمة مصدر السلطات جميعا ، فلذلك يجب أن لا تعنينا ، وأن نسير قدما باتجاه مطالبنا ، وأن لا نحيد عنها.
إن ما أساءني في الفترة التي مضت هو اقتران بلاغ الكويت بقضايا كضرب النواب في أحداث ديوان الحربش ، وأكبر مسيرة في تاريخ الكويت ، فشتان بين المطالب الشعبية المستحقة ، وبين الأطماع الفردية !
كما أن أصابتني خيبة أمل بتصديق بعض مسئولي الحراك للوعود والأدلة ، كَمَا أعترف بذلك السعدون ، مما يعين أهل الشكوك بتصديق مازعموا بان بعض قادة الحراك عبارة عن أدوات يتم تحريكها !
فلذلك يجب أن يكون الشعب الكويتي واعيا مدركا للأهداف التي يود تحقيقها ، وان لا نسمح لأحد بأن يخلط أو يضيف أجندات لا تخدم الحراك والمطالب الشعبية .
فإن رحلة الإصلاح طويلة ومرهقة ، وثمن التضحيات مكلف جدا ، ولنعلم أن هناك من يحاول أن يخلل الحراك ويقاتل لأجل أن يقتله ، ومنهم من يقود حملة تشويه قد تطول الْجَمِيع فحذاري أن يُسمع لهم .
فلذلك نعقد الأمل بالله ثم بالمجاميع الشبابية والقيادات الحكيمة وبأهل الكويت جميعاً لمواصلة المشوار حتى نصل بالكويت نحو ما نرجوه وما نريد من خلال الدعوات والمقالات والتجمعات الحضارية التي تعبر عن شعب حُر راقي و منظم سَوْف يسلك كل طريق ليحقق ما يصبوا اليه .
إنّ الأبالس حين أعيا أمركم
جاءتكم في صورة الرّهبان
فحذرا من أن تخدعوا بلباسهم
فهم الضّواري في لباس الضّان
د. سعد بوسمري المطيري
تعليقات