فاطمة البكر تكتب منبهة: حتى لا نسقط في شرك التشاؤم!

زاوية الكتاب

كتب 364 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  حتى لا نسقط في شرك التشاؤم

فاطمة عثمان البكر

 

بعيداً عن الأحداث العاصفة والكوارث المؤلمة التي تجتاح العالم بأسره - من أقصاه إلى أقصاه - والتي عكست مرارتها وقسوتها على النفوس، من خوف وقلق وتوتر، التي من شأنها أن تصيبنا بالشلل والملل، على الرغم من كل تلك المحبطات ينبغي علينا أن نتوخى جانب الحذر واليقظة وبث روح الأمل في النفوس، فتلك الخريطة السوداوية من شأنها أن تُوقف نبض الحياة. علينا أن نصوب أنظارنا إلى الجانب الآخر، إلى ومضات مضيئة، وإلى نوافذ البهجة التي يمكن أن نطل عبرها على مباهج الحياة، لنرى كيف أن الأشياء نابضة، هناك اختراعات وإبداعات علمية وطبية تعيد للإنسانية قيمتها وأهميتها واستمراريتها، هناك إبداعات وإلهامات تثري حياتنا، وتغني الفكر والإحساس، تتناسل منها المباهج في تجل لا متناه.
شريان الحياة دافق ومستمر، رغم اننا نشهد مرحلة زمنية تغيب عنا: بأشخاصها، بأحداثها، بكوارثها، بنجاحها، وإحباطاتها. عالم ومرحلة زمنية كاملة تكاد أو هي تغيب عنا لتطوى صفحاتها، ونحن ما زلنا نقف على أطرافها. إلا أن مرحلة جديدة تبزغ من جديد، بجيل جديد، ليكتب صفحات جديدة، في زمن جديد، ليس هو الماضي، بل هو الحاضر والمستقبل الموعود. ودماء الحياة تتدفق، في العمل، والقيام بمنجزات «إيجابية» رغم ما يحيط بها من سلبيات. والإيجابية هي الوسيلة التي يمكن أن نتغلب بها على خلل يشوب الواقع المعاش، ويعترض مسيرة حياتنا، فالحياة عموماً لا تخلو من معوقات ومنغصات، وعثرات، وقد تتكالب علينا في كثير من الأحيان مما قد يؤدي إلى التسليم بصعوبة المعادلة واستحالة الحل، وبالتالي هي التي تغرق الإنسان في شرك التشاؤم.
بالإيمان والعزيمة والأمل لنواجه الواقع بكل قساوته وحلاوته وحتى لا نظل نركض ونلهث، نرفض ونمتعض ونتذمر من دون محاولة صادقة لتغيير الواقع المعاش، بالعمل الصادق، والعيش في حدود واقع، فلنحاول فيه أن نزيح الطمي الخامد على الجنبات، ونعمل معاً على التخفيف من وطأة القبح فيه، وكشف التشوهات التي تغرق العمر في براثنها!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك