سياسة لبس الأقنعة لم تعد مجدية!.. هكذا يعتقد تركي العازمي
زاوية الكتابكتب مايو 1, 2015, 12:49 ص 483 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / أقنعة التواصل الاجتماعي...!
د. تركي العازمي
لا أعني بأقنعة التواصل الاجتماعي خدمة «تويتر» تحديدا لكنني سأتحدث عن المجاميع المختلفة التي تلتقي في ديوان٬ استراحة «جاخور» أو مزرعة و«تويتر» و«إنستغرام» وغيرها من المواقع التي يدخلها البعض باسم مستعار أو في الأماكن التي ذكرناها بقناع يلبسه ويختلف عن قناعته الذاتية!
في مساء الأحد الماضي26 أبريل 2015 التقينا في ديوان الزميل الأخ الدكتور طلال المهيميل ودار نقاش عن آلية علاج الفساد، وكان بين الحضور الدكتور خالد الوسمي ومجموعة من أحبتنا الكرام.
سأترك النقاش حول القيادة وأركز على موضوع الفساد الذي أجمع الجميع على أنه يعالج من الأسفل للأعلى بمعنى أن الدولة وفئات المجتمع يجب أن يبادروا بنظام إصلاحي يبدأ بالأفراد وينتهي بالكبار من القياديين مرورا بالفئات الأخرى.
هذا النوع من النقاش يعكس صورة من صور التواصل الاجتماعي حيث لا أقنعة تحجب بين رأينا ورأي الآخرين.
ما يحزنني هو رؤية الأقنعة التي تتصدر ما يسمى «نما إلى علمنا» أو «يقولون» أو عبارات يحذف بها مغرد تحت اسم مستعار!
من باب المصداقية والشفافية والنزاهة في طريقة عرض المشاكل والتعليق٬ يفترض أن يكون مصدر المعلومة معلوماً وألا يلبس قناعا يختبئ من خلفه ليقذف الناس ويتهم البعض وإن اختلف الأمر عن قناعته الشخصية لمصلحة من ألبسه القناع!
هذه الطريقة، لبس الأقنعة٬ تعزز صور الفساد إن لم تكن أحد مصادر تغذيته لا سيما في جانب التواصل الاجتماعي السمح وهو أخلاقيا غير مقبول وعلينا نبذه شكلا ومضمونا.
ما الذي تريده وما هي الرسالة المراد توصيلها من عبارات كثير منها يندرج تحت تهمة السب والقذف.
الخطأ في تركيبتنا الاجتماعية ثقافيا فلا قيم ولا معتقدات صالحة سمح لنا العقلاء في توفيرها لجيل الغد.
وعودة إلى النقاش الذي دار في ديوانية الزميل المهيميل٬ أعتقد بأننا بحاجة إلى فهم الآلية المراد اتباعها لاقتلاع صور الفساد المتفشي بشكل مخيف وإن كنا قد أجمعنا على إنها رسالة اجتماعية تبدأ بترسيخ مفاهيم الإصلاح لدى الصغار قبل الكبار بغية الوصول إلى جيل محصن من آفة الفساد ثقافيا.
وعلى المستوى الشخصي٬ أعتقد إن سياسة لبس الأقنعة لم تعد مجدية وحان وقت الاعتراف بهذا الخطأ وبالتالي تستدعي الحاجة من وقفة فورية من قبل أصحاب القرار لإزالة هذه «الشخبطة» التي أرسى مفاهيمها قياديون هبطوا على المناصب القيادية بفضل قوة الواسطة والنفوذ حتى باتت فئات المجتمع في حيرة من أمرها.
نسمع عن صور الفساد ونراها تملأ مواقع التواصل الاجتماعي والصحف بما فيها الإلكترونية ولم نجد فاسدا واحدا قد تمت محاسبته مما دفع بالبعض إلى ترديد عبارة «سهود ومهود» لكل من توقع العلاج في وقت قريب.
الغريب٬ أن البعض من التيارات يعتقد بأن مكافحة الفساد تبدأ بالغير ويعتقد بأن قرارات «ربعه» سليمة وهو قابع بالفساد حتى أخمص قدميه!
لذلك٬ هناك فرق بين الحديث عن الفساد لغرض الحديث فقط وبين من يتحدث عن الفساد بهدف القضاء عليه.
النموذج الأول يعتبر داعما للفساد من حيث يدري أو لا يدري والنموذج الثاني يتصف بالنزاهة لكن مع بالغ الأسى لا يملك صفة اتخاذ القرار الإصلاحي... وهذه هي المشكلة التي نعاني منها.
إن معظم الكفاءات ممن يتصفون بالنزاهة وحسن السيرة والسلوك ولا يؤيدون لبس الأقنعة لا يملكون صفة اتخاذ القرار ومن لا ذمة لديه ولا هو بكفاءة تجده يهبط على المستوى القيادي متسلحا بواسطته أو نفوذه ويصبح من ملاك القرار فأي إصلاح نتوقعه.... الله المستعان!
تعليقات