محلل نفطي كويتي: تعافي أسعار النفط قريباً
الاقتصاد الآنبقاء الأسعار بين 60 و 70 دولاراً يعيد التوازن للسوق
مايو 12, 2015, 2:36 م 651 مشاهدات 0
أكد محلل نفطي كويتي ان بقاء أسعار النفط بين 60 و70 دولارا للبرميل قد يكون أكثر قبولا لضمان اعادة التوازن الى السوق وتحقيق دفع في الجهود الرامية الى مراجعة سياسات دعم الأسعار في الأسواق المحلية في كثير من الدول.
وقال المحلل النفطي محمد الشطي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم إن بقاء اسعار النفط عند مستوى 60 -70 دولارا يشجع على خفض تكاليف الانتاج ويفتح فرصا جديدة للاستثمار ما يعني التعايش مع واقع لأسعار اقل ما يتطلب اعادة النظر في المشروعات المختلفة والبحث عن طرق جديدة للتمويل واشكال التعاون بين مختلف اطراف الصناعة.
واشار الشطي الى ان البعض يرى في ذلك توفيرا لاجواء الابتكار وتسريع التقدم التكنولوجي للمساعدة في خفض التكاليف ما يصب في مصلحة الحكومات والشركات فضلا عن استقرار أسواق النفط ودعم تعزيز استهلاك النفط الخام.
ولفت الى أنه لا يمكن لأي مراقب تجاهل تعافي أسعار نفط (خام الإشارة برنت) من 47 دولارا للبرميل منتصف يناير 2015 الى 65 دولارا منتصف مايو الجاري أي بزيادة بلغت 18 دولارا للبرميل.
واوضح ان تعافي أسعار النفط يدل على تغير معطيات السوق لمصلحة اعادة التوازن سواء في تعافي مستوى الطلب او تأثر المعروض اذ يفوق مستوى الطلب العالمي مستويات النمو مقارنة بالعام الماضي وان كان بشكل طفيف يقدر بنحو 200 الف برميل يوميا.
وذكر الشطي ان معدل تنامي الامدادات من خارج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) اقل مما كان عليه خلال عامي 2013 و2014 حيث سجل العام الماضي ارتفاعا ب2ر2 مليون برميل يوميا وربما لا يزيد خلال العام الجاري عن 700 الف برميل يوميا.
وبين ان السوق النفطي يشهد ارتفاعا للطلب على نفط (اوبك) وان انتاج نفط خام المنظمة في ارتفاع وكذلك الأسعار والوضع الاقتصادي عموما يتوقع له ان يتنامى بوتيرة اسرع خلال النصف الثاني من 2015 ليكون المعدل 4ر3 في المئة مقارنه ب3ر3 في المئة خلال 2014.
وعن تأثير العوامل الجيوسياسية على الاسعار يرى الشطي انه مازال مستمرا كما اسهم في دعم أسعار النفط خصوصا وانها في مناطق الإنتاج لافتا الى ان العديد من الشركات قامت بخفض الانفاق الاستثماري في خطط قطاع الاستكشاف والتنقيب كما تراجع عدد منصات وابراج الحفر بشكل كبير.
واضاف ان مستوى التعافي الحالي في أسعار النفط ربما وصل الى اعلى مستوى وهو ما يعكس معطيات السوق الحالية 'ولكن من دون مؤشرات ايجابية جديدة ما يعني تأرجح الأسعار وتراجعها لتدور في فلك ال60 دولارا للبرميل خلال الأشهر القادمة'.
ولفت الى ان المراقبين في سوق النفط يرون استمرار اختلال ميزان العرض والطلب بشكل لا يبرر هذا التعافي في الأسعار رغم وقوعها وان هذا سبب كاف لتراجع الأسعار على الأقل خلال الأشهر القادمة 'وهو امر يمكن ان يوصف بانه طبيعي في ظل عدم وجود جهود حقيقية لسحب الفائض من اطراف السوق وترك الأمور للسوق لتحديد حجم ذلك وتوقيته'.
وأشار الشطي الى ان مرحلة اعادة التوازن للسوق تنشط خلالها بيوت المضاربة في الأسواق الآجلة والتي تعمل دائما على تحقيق مكتسبات او تقليل الخسائر على أساس التأثير في تحرك أسعار النفط يوميا.
وقال ان الأنظار تتجه خلال الفترة الحالية الى متابعة تقارير توقعات الصناعة والمرتقب صدورها خلال الأيام المقبلة من قبل وكالة الطاقة الدولية وسكرتارية منظمة (اوبك) فضلا عن متابعة تطورات المفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني وانجاز اتفاق نهاية يونيو القادم.
وافاد بان من أهم العوامل المؤثرة خلال الفترة المقبلة معدل انتاج النفط العراقي ومتابعة تأثير تعافي الأسعار على انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية اضافة الى تقديرات صندوق النقد الدولي التي أظهرت ثبات تعافي اقتصادات الأسواق الواعدة وارتفاع مستوى المخزون النفطي خصوصا من النفط الخام.
وبخصوص المؤشرات الإيجابية التي تدعم الطلب اوضح الشطي انها تشمل تعافي استهلاك الصين وارتفاع معدل تشغيل المصافي وتناقص الصادرات الصينية من المنتجات البترولية للايفاء بتنامي الاستهلاك المحلي في السوق الصيني والذي يعتبر من العوامل المهمة في تثبيت استقرار الأسواق.
وذكر الشطي ان الصين تعتبر من الأوراق الرئيسية التي تدعم ارتفاع الطلب العالمي على النفط مبينا ان وارداتها من النفط الخام ارتفعت الى اعلى مستوياتها عند 5ر7 مليون برميل يوميا خلال ابريل الماضي رغم اعتدال معدل الأداء الاقتصاد الصيني عند 7 في المئة.
واشار الى ان تشغيل مصفاة (الرويس) الإماراتية بكامل طاقتها منتصف العام الجاري ومصفاة (باراديب) في الهند سيضيفان الى الربع الرابع من عام 2015 طاقه التكرير ب660 الف برميل يوميا ويقيد مستوى تعافي هوامش أرباح المصافي 'ولكن أي تأخير في هذه المشاريع سيكون إيجابيا بالنسبة لهوامش أرباح المصافي'.
تعليقات