الحفاظ على الاستقلالية عملية مجزية أخلاقياً وذاتياً!.. هكذا يعتقد خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 412 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  الشللية

د. خالد عايد الجنفاوي

 

تشير الشِلَلية إلى نوع من المحسوبية, وإلى تقريب أو إقصاء أحد أو بعض الأشخاص من مجموعة أفراد معينين, بناء على المزاجية أو المصالح الشخصية الضيقة. يكمن خطر الشللية أنها تأتي كنقيض للاستقلالية, وتتنافى منطلقاتها السلبية وتحيزاتها الأنانية مع مبادئ الكفاءة والجدارة, فمن ينتمي بإرادته لشلة نفعية ووصولية, ربما سيستفيد غالباً بشكل يتعارض مع مبادئ تكافؤ الفرص, ولربما سيتم إبعاد أو إقصاء أو تجاهل من يحاول الحفاظ على استقلاليته, وفي أحيان كثيرة ربما سيخسر المستقل فرصاً متاحة له للتقدم والرقي, لأنه لا ينتمي لهذه الشلة أو لتلك, فيتم استبعاده وربما التضييق عليه. أرفض الانضمام إلى شلة معينة, أو أنضوي بإرادتي الحرة تحت مظلة أحد الأفراد العاديين المتنفذين, فلا أزال أؤمن بغلبة الجدارة والكفاءة الشخصية في تحقيق النجاحات المشروعة, ومهما خسر المستقل من فرص مختلفة, لأنه لا ينتمي لتجمع فكري أو حزبي أو فئوي معين, يبقى الفرد الحر نبراساً وقدوة لغيره.
تؤدي الشللية السلبية إلى إحباط العمل الجاد والصادق, فهي على سبيل المثال تتناقض مع مبدأ الإخلاص في العمل, فترفع شأن المحسوبية على حساب الكفاءة الشخصية أو الوظيفية. والسؤال الذي يطرح نفسه حول “ثقافة” الشللية هو كيف يحافظ الإنسان الحر على استقلاليته بينما يستمر يحقق النجاحات المختلفة وسط بيئة محيطة به تكاد تصبح فيها المحسوبية هي الكلمة اللافتة, والبوابة الوحيدة لتحقيق الأحلام والطموحات وربط الآمال والتطلعات الشخصية بما يمكن للفرد الحر والمستقل تحقيقه بنفسه في مجتمعه? أعتقد ان من يرفض الاستسلام لما ترسخه المحسوبية من تحيز سلبي حري به الاستمرار في موقفه الرافض لها, فمن يدرك أنه يسير وحده وسط جحيم الشللية والمحسوبية وأخواتها, عليه أن يستمر في المسير بلا توقف! يصعب على الفرد الحر من يحاول قدر ما يستطيع أن ينأى بنفسه عن التحزب والتعصب والمحاباة والمحسوبية أن يبقى كما هو, فالرهان الأخير حول هذه المسألة يتمثل في اقتناع الإنسان المستقل أنه حقق نجاحاته بنفسه دون مساعدة الآخرين, وأن سلوكياته وتصرفاته الإيجابية تخدم مجتمعه ووطنه.
أتجنب, قدر ما أستطيع, مخالطة المحسوبين والشلليين والمتحزبين, وأرفض وضع نفسي في مواقف محاباة مشبوهة, وذلك لأنني أؤمن أن من يبذل الجهود المخلصة ويبقى منصفاً وعادلاً مع نفسه ومع الآخرين, ويستمر يؤدي واجباته الوطنية سيكون هو الرابح آخر الأمر. الحفاظ على الاستقلالية عملية مجزية أخلاقياً وذاتياً.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك