تنامي التطرف وفشل الإسلام السياسي وراء ظاهرة الإلحاد!.. برأي سعاد المعجل

زاوية الكتاب

كتب 881 مشاهدات 0


القبس

الإلحاد

سعاد فهد المعجل

 

في الشهر الماضي قدمت الــ«بي بي سي» برنامجاً حوارياً يتناول ظاهرة الإلحاد في العالم العربي، وكان المتحدثون من شتى الدول العربية.
بصراحة، أذهلتني جرأتهم في البوح بإلحادهم! وهو أمر جديد في عالمنا العربي. حيث كان موضوع الإلحاد من المحظورات الكبيرة، ليس على المستوى الإعلامي، وإنما حتى في دائرة المجتمع!
في عام 2012 حذَّر المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي من بوادر إلحاد بعض المجتمعات العربية والإسلامية، وزيادة ظاهرة التشكيك في الدين الإسلامي، داعياً وزارات التعليم والجهات المختصة إلى التوسع في إقامة المعاهد والكليات الشرعية، كما حض وسائل الإعلام والمنتديات والمواقع الفكرية والثقافية على تذكر مسؤولياتها الدينية.
ظاهرة الإلحاد في أي مجتمع مسألة معقدة ومركّبة، تتداخل معها عوامل كثيرة فكرية ونفسية واجتماعية. لذلك، فإن دعوة المجمع الفقهي وبرنامجه لمواجهة الإلحاد يعتبران ضعيفين، لا سيما في ظل الانفتاح الإلكتروني والمعلوماتي الذي جعل الفرد معرّضاً لمؤثرات أخرى بخلاف المؤسسات القائمة في بلده.
الكثيرون يرون أن تصاعد حدة الإرهاب المرتبط بجماعات إسلامية قد لعب دوراً كبيراً في تنامي هذه الظاهرة بين الشباب، وأن الخطاب التوعوي بصيغته الحالية الذي يشرف عليه أئمة ودعاة خطاب قاصر وعاجز عن اختراق عقول شباب اليوم.
الإيمان كما اعتبره رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ما وقر في القلب وصدقه العقل. أي ان البداية تكون من القلب مخزن المحبة والتسامح والعطف، وليس من العقل الذي يتعامل مع المنطق والشك والتحليل! ولعل في سؤال نبي الله إبراهيم خير دليل. بسم الله الرحمن الرحيم: «وَإ.ذْ قَالَ إ.بْرَاه.يمُ رَبّ. أَر.ن.ي كَيْفَ تُحْي.ي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْم.نْ قَالَ بَلَى وَلَك.نْ ل.يَطْمَئ.نَّ قَلْب.ي» صدق الله العظيم.
لا شك في أن تنامي الأفكار المتطرفة وإخفاق تيار الإسلام السياسي يتحملان مسؤولية انتشار الإلحاد بين الشباب المسلم اليوم، والقضية أصبحت مضاعفة مع توافر حرية التعبير الآمنة إلى حد ما، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك، فقد تشهد المرحلة المقبلة صراعاً مفتوحاً بين الجوهر الروحي والحقيقي للإسلام كدين، وبين ما تروّج لها المؤسسات الدينية المسيسة في عالمنا العربي!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك