عن لغة الموت - يكتب سعد اللميع
زاوية الكتابكتب يونيو 2, 2015, 8:26 ص 1566 مشاهدات 0
وصلت الى منطقتنا حديثاً لغة جديدة تسمى لغة الموت ، وللأسف اندفع الكثير لتعلمها وخطرها بات على حدودنا.
في هذه اللغة يكون كل طرف رافضاً من الاساس للتحاور والتبادل الفكري والوصول الى تفاهم ، فتجده يلجئ الى ما لا يحمد عقباه وهو اقصاء الطرف الآخر كخيار وحيد ايماناً منه بأن ذلك هو دفاع عن معتقداته التي ولد عليها طبقاً لقوله تعالى { بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }.
نحن في الكويت ولله الحمد لم نولد ولم ننشئ على تلك اللغة ، فآباؤنا المؤسسون لم يتقاتلوا ولم يقصي احدهم الآخر كما حدث في الدول الاخرى ، بل تربوا جميعاً على احترام خصوصية الطرف الآخر واحترام كل مايتعلق بعقيدته وذلك لكون العقيدة والايمان حق لصيق في الانسان لايملك محاسبته عليه الا المولى جل وعلى ، فلذلك كان آباؤنا في الكويت بعيدين كل البعد عن استخدام الطائفة والدين للوصول الى غايات سلطوية دنيئة عن طريق الفتنة كلغة للموت فالمؤسسون سنةً وشيعة كانوا مترابطين يجمع بينهم الود والتراحم الذي نتج عنه اختلاط الدم السني الكويتي بدم الشيعي الكويتي اثناء الغزو العراقي للكويت سنة 1990.
مايحدث في الدول الأخرى وعلى اطراف حدودنا الكويتية شأن داخلي خاص بكل دولة وذلك لأنه نتاج طبيعي للظروف والاوضاع الداخلية في كل دولة ، فالظلم والاضطهاد والطغيان ادوا جميعاً الى التفكك الاجتماعي والاقصاء ، فهذه كلها شعوب عاشت على انقلابات وافتراءات دينية من رجال كل همهم الدنيا قبل الآخرة لذلك تجد ان طريقهم هو الصعود على رقاب المستضعفين وان لم يتمكنوا لجؤا الى قطعها ، مما جعل من هذه البلدان بلداناً منفتحة لأي اختراق خارجي يهدف الى زعزعتها والاخلال بأمنها وبالتالي تتمكن من اضعافها والسيطرة على مقدراتها ، الى ان تستعبد الشعوب في اوطانهم.
اعتقد بأنه واجب على هذا الجيل فعلاً ان يتبع قول المولى جل وعلى { بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } وذلك في المحافظة على الود والتراحم وان يستمروا على هذا النهج الذي يميز الكويتيين حتى عن اقرب اشقائهم الخليجيين فالجبهة الداخلية الكويتية هي الحصن الحصين وهي الخط الاحمر الذي يجب الا نسمح لكائن من كان بتجاوزه والقفز عليه لأنه وبكل بساطة هي مسألة وجود ، فلا يجب ان نسمح بأستيراد الفتنة التي يحاول البعض تصديرها الينا وخصوصاً تلك التي تتم عن طريق الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فلهذه خطر يتجاوز كافة الاخطار لأنها تخاطب القلب مباشرة قبل العقل ليغلب على الانسان الغضب قبل الحلم والتهور قبل التأني فيحدث مالا يحمد عقباه.
الفتنة.. لغة الموت !!
تعليقات