ظاهرة الابتذال في اللباس!.. بقلم عبدالعزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب يونيو 5, 2015, 12:52 ص 907 مشاهدات 0
الراي
رسالتي / 'أم كشة'.. في المسجد
عبدالعزيز صباح الفضلي
بسبب انفتاح الناس على الثقافات الأخرى، وانتشار ما يعرف بالتقليد الأعمى، دفع بعض الأشخاص إلى تقليد غيره - في الشكل والهيئة أو العبارات والألفاظ - دون النظر إلى مناسبة ذلك إلى البيئة والمحيط الذي يعيش فيه.
في إحدى الدورات الرسمية التي لا تستطيع أن تتحكم بنوعية المشاركين، دخلت علينا واحدة بـ«كشتها» وشعرها المنفوش، ولباسها كان مبتذلاً وغير مرتب، وكأنها للتو مستيقظة من النوم.
فجمعت بين ظُلمتين، ظلمة مخالفتها لأمر الله بثوبها المتبرج، والظلام الآخر بابتذال اللباس وإفساد الذوق العام.
المشكلة أن هذه الظاهرة وهي الابتذال في اللباس وعدم الاهتمام بالشكل المقبول على الأقل أصبح منتشراً بين الناس، ومن أمثلة ذلك ما شاهدته عند ذهابي لإحضار الأبناء من المدرسة من حضور أحد أولياء الأمور وهو يرتدي «شورت» قصيراً يظهر بعض ملابسه الداخلية من أسفله.
وأحيانا تذهب إلى بعض المؤسسات الرسمية لإنجاز معاملة فتجد بعض الموظفين وهم يرتدون ثياباً تصلح لجلسة عائلية منزلية، أو ذهبت لاستراحة أو استجمام في «شاليه»، لا إلى مكان رسمي حكومي!
من الفتيات من تعتقد أنها حرة في لباسها ولذلك ترتدي ثياباً تخرج بها إلى التجمعات العامة، تستحي من النظر إليها النساء قبل الرجال، فلماذا هذا الابتذال؟
إحدى الدول الخليجية وعلى الرغم من سماحها ببيع الخمور واحتسائها، إلا أن السلطات فيها تضع في مداخل المجمعات التجارية لافتات تحذر من دخول النساء للمجمع بملابس غير لائقة حرصاً على الذوق العام.
نزور بعض الديوانيات الرسمية، ومع ذلك تجد البعض يحضر بنعال الحمام، أو يرتدي ملابس رياضية غير رسمية وكأنه في استاد رياضي!
مشكلة الابتذال لم تقف عند البعض في الشكل والهيئة بل انتقلت إلى الألفاظ والعبارات، ولذلك تسمع في بعض المجالس ألفاظاً سوقية تخدش الحياء، والبعض ربما فرح بترديد طِفله الصغير لتلك العبارات!
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء».
ومن دلائل جمال خُلُق الإنسان استبداله الألفاظ الصريحة إلى عبارات فيها التلميح، وهي تؤدي الغرض وتوصل الرسالة وتوضح المطلوب دون الحاجة إلى إيذاء الأسماع بالألفاظ الصريحة الجارحة.
أتذكر موقف الصحابية الجليلة أم الدرداء -رضي الله عنها- عندما رأها الصحابي سلمان الفارسي في ثياب رثّة، فسألها عن حالها، فأخبرته بأن ليس لأخيه أبي الدرداء حاجة من الدنيا، ففهم سلمان قصدها، ولم تكن هي بحاجة إلى استخدام عبارات أكثر توضيحاً، وهذا من أدبها وحيائها، فأين من ذلك بعض نساء اليوم؟
«إن الله جميل يحب الجمال»، والإسلام ينهى عن الابتذال في الشكل والهيئة، ولذلك لما رأى الرسول عليه الصلاة والسلام رجلاً منفوش الشعر قال: «أما كان يجد هذا ما يُسكّن به شعره؟».
الوصية بحسن المظهر ومراعاة الذوق العام تكون واجبة عند الذهاب لبيوت الله فلا يليق أن يأتي رجل إلى المساجد بـ «بيجامة» النوم أو تأتي امرأة بثياب رائحتها كريهة تُنفّر من حولها يقول الله تعالى: «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد».
سأل رجلّ عبدالله بن عمر: ما ألبس من الثياب؟ فقال: «ما لا يزدريك فيه السفهاء، ولا يعيبك به الحكماء».
تعليقات