يكتب خالد الجنفاوي عن أزمة المصداقية في الصحافة والإعلام الخاص
زاوية الكتابكتب يونيو 5, 2015, 12:56 ص 523 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / وسائل الإعلام والصحافة الخاصة وأزمة المصداقية
د. خالد عايد الجنفاوي
تشير “أزمة المصداقية” في سياق التاريخ الصحافي والإعلامي الخاص إلى ظاهرة زيادة عدد المؤسسات الصحافية والإعلامية الخاصة, لاسيما زيادة حجم ما تبثه من مواد إعلامية مثيرة يؤدي بعضها إلى نتائج سلبية, فبسبب سعي بعض الوسائل الإعلامية إلى التنافس وبشكل لا-مهني أحياناً لكسب مزيد من المتابعين والمشاهدين والقراء والمستمعين تكونت أزمة مصداقية تتمثل في ضعف الالتزام بمبادئ المهنية الصحافية المتعارف عليها عالمياً, وتشير المهنية في السياق الإعلامي إلى مجموعة من المبادئ والالتزامات الأخلاقية الصحافية الأساسية التي من المفترض أن تكرس ممارسة صحافية وإعلامية مهنية جادة وحرفية. ما يلي هي بعض المظاهر السلبية التي تؤدي إلى خلق أزمة مصداقية لدى بعض وسائل الاعلام الخاصة:
تشويه الواقع المحلي بهدف الاثارة الإعلامية السلبية.
عدم الاستناد أحياناً إلى الحقائق الموثقة عند نشر بعض الأخبار وربما ميل نحو تشويه أو فبركة معطياتها الفعلية.
الافتراء أو التشويه المتعمد لسمعة بعض الأشخاص.
حشد المواقف التأزيمية على حساب السلم الاجتماعي.
عدم التزام الموضوعية والحرفية الصحافية والاعلامية المتعارف عليها عالمياً.
عدم النقل الأمين والمهني للخبر الصحافي أو التعليق عليه بشكل غير منصف وغير عادل.
التشكيك في قدرات الآخرين فقط لأنهم يعارضون التوجه السياسي والفكري للصحيفة أو الوسيلة الإعلامية.
عدم الالتزام المناسب بالقوانين المحلية للصحافة والنشر والاعلام المرئي والمسموع والنشر والاعلام الإلكتروني.
عدم استعمال وسائل قانونية للحصول على المعلومات.
نشر بعض تقارير إعلامية غير متوازنة تتصف بالمحاباة أو التشويه المتعمد للحقائق والوقائع.
ممارسة دور سلبي في تشويه الديمقراطية البناءة بسبب عدم الاكتراث في بناء رأي عام مستنير.
تغلب المصلحة التجارية الإعلامية والربحية على كل مصلحة!
يشير ما سبق ذكره إلى بعض المظاهر السلبية التي يمكن أن تخلقها بعض وسائل الاعلام والصحافة الخاصة, وهي تتناقض مع الأمانة المهنية الصحافية والاعلامية المتعارف عليها في عالم اليوم. أزمة المصداقية في الصحافة والإعلام الخاص ليست مسألة محلية فقط, بل يعاني كثير من دول العالم من ظاهرة الاثارة الإعلامية المفتعلة. يوجد في المقابل قائمة طويلة من الأخلاق المهنية الصحافية والاعلامية تتجلى في عدم استغلال الفضاء الاعلامي أو الإلكتروني لتشويه سمعة الأفراد أو تشويه الوقائع المحلية أو تهديد الأمن القومي للدول او إشعال النزاعات العرقية والدينية والمذهبية. تكريس طرح إعلامي معتدل يعزز الحوار البناء ويدعو لتكريس الوحدة الوطنية وقبول حق الاختلاف يرسخ إعلاماً خاصاً مهنياً وبناءً.
تعليقات