سوالف 'الخبول' زادت في الكويت!.. هذا ما يراه تركي العازمي
زاوية الكتابكتب يونيو 7, 2015, 1:40 ص 888 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / الخبل ما ينسي سالفته!
د. تركي العازمي
يقولون «ما كل ما يعرف يقال» وقيل «خذ الحكمة من أفواه المجانين»!
أنت أحياناً وعلى المستوى الشخصي تحدثك نفسك بشيء ويعجبك قولها ولا تنطق به أمام الآخرين لأنه أمر خاص بك!
والبعض يفهم العرف بالمقلوب فتجده «يهذي» مع نفسه وينقل «ثرثرته» إلى المحيطين به وأحياناً يتجاوز حدود المحيطين لينشر ما يخطر في باله ولا يأبه لردود الأفعال...هذا النوع يطلق عليه «خبل»!
قبل ثلاث سنوات حدثني صديق عن قيادي تقدم باستقالته إثر اكتشافه واقعة سرقة مال عام ليفاجأ بقريب له يصرخ في وجهه «أنت خبل...أنت خبل...شعليك منهم»: هنا صاحبنا عرف أن «الخبل» لا يعلم بأنه خبل!
في مجتمعنا٬ وهنا العودة إلى قول «ما كل ما يعرف يقال»٬ البعض عندما تناقشه حول أداء قيادي معين تستغرب من سذاجة وسطحية فكره ومستوى التخلف الثقافي الذي يعاني منه في رده «إيه فلان...مو مضبوط شفته في المكان الفلاني بالوضع الفلاني»!
طريقة نقد كارثية وهي طريقة تدل على الشخصانية لا الاحترافية في التقييم...والحاصل أن البعض لا يفرق بين السلوك الشخصي والسلوك المؤسسي...فلاحظوا مضمون السؤال والرد...أنت تسأل عن أداء قيادي يعني معرفته رؤيته تحقيقه للأهداف تحفيزه للتابعين له...إلخ، والأخ يجيبك بأنه رآه و...ومن هذا النوع الكثير!
هم إن كانت لك تغريدة أو مقالة تجدهم يتركون كل الجوانب الحسنة فيها، ويؤولون المبهم من كلامك ولو كتب من باب الاحترام على النحو الذي هم يريدونه!
أما عبارة «خذ الحكمة من أفواه المجانين»...فالمجنون أحيانا «تضبط» معه المعايير ويأتيك بحل لموضوع لم تتصوره وهو قول فيه كناية عن حالة الحكمة والمصدر المطلق لها لكن حالة «الخبال» غير مرتبطة بـ «الجنون» ناهيك عن حالة البعض التي تنتابهم نوبات جنون وقتية أو مرحلية وكأن حالهم يقول...كنت مجنوناً ومن هذا النوع أيضا الكثير!
الخبل...لا يميز بين المقام ونوع المقال يعني في كل الأحوال الأمور عنده متساوية وإذا بدأ بـ «سالفة» ما ينساها وإن حاولت تمرير «سالفته البايخة» يرجع لها حيث إن «الخبل ما ينسى سالفته» كما يقولون!
الشاهد من هذا المقال أنني أرى «الخبال» زاد...وسوالف «الخبول» زادت لدرجة لا يمكن أن نحصيها وإلا فكيف لنا تقبل حالات من الفساد الواضح ونتابع سلوك الإفساد الظاهر ولا نحرك ساكناً؟
مختصر القول...الثقافة يرسمها القيادي فإن كان «خبلاً» أو مجنوناً أعني تنتابه حالات جنون (كل سلوك مخالف لما يفترض أن يتبع) فمن الطبيعي أن هذه المؤسسة ستنهار عاجلاً غير آجل وإن ظهرت الحكمة ضمن أحد «فصلاته».
...والله المستعان...
تعليقات