المحرك الأساسي للسياسة في الغرب هو العقائد اللاهوتية!.. بنظر وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب يونيو 7, 2015, 1:34 ص 606 مشاهدات 0
الراي
نسمات / إلى المخدوعين من أبنائنا!
د. وائل الحساوي
نحن نعيش - وللأسف - في قمة السذاجة الفكرية والسياسية اذ اننا نعتقد بأن علاقتنا بالعالم الغربي تحكمها المصالح المشتركة أو قوانين السياسة وحدها، وننسى بأن المحرك الاساسي للسياسة في الغرب هو العقائد اللاهوتية التي يؤمن بها معظم زعمائهم فمنذ توقيع اتفاقية (سايكس بيكو) التي قسمت الدولة العثمانية بين بريطانيا وفرنسا وروسيا (1916)، فقد حرصت تلك الدول على وضع فلسطين تحت ادارة دولية بهدف عزلها عن مصير بقية الدول العربية، وبعدها صدر وعد بلفور (1917) الشهير بالوصاية عليها!!
وقد تأسست عقيدة (الصهيونية المسيحية) التي تقدس حق اليهود في الارض المقدسة وتدافع عنه اكثر من عقيدة النصارى واليهود مجتمعين، وقد بلغ حرص الرؤساء الاميركيين على تنفيذ تلك العقيدة ان اقترح جيفرسون (من اوائل الرؤساء الاميركيين) بأن تتخذ اميركا رمزا يمثل ابناء اسرائيل تظلهم غيمة في النهار. حتى الدولار الاميركي قد وضعوا فيه من الرسوم التي تمجد تلك العقيدة.
وقد وجه الرئيس (هاريسون) اول احتجاج الى الحكومة الروسية بسبب سوء معاملة اليهود، كما كانت اميركا من اول الموافقين على وعد بلفور والذي تمثل في موقف الرئيس (ولسون) والكونغرس الاميركي، والالتزام الكامل بدعم الكيان الصهيوني بعد قيامه!!
اما الرئيس (روزفلت) فقد مارس الضغط على روسيا لفتح المجال امام الهجرة اليهودية الى فلسطين، اما الرئيس (ترومان) فقد كرّس الاعتراف بالكيان الصهيوني باعترافه بإسرائيل عام 1948.
الرئيس الاميركي الاسبق (رونالدو ريغن) كان من كبار اتباع ودعاة الصهيونية المسيحية، وكان من المؤمنين (بمعركة هرمجدون) التي يؤمنون بأنها ستقع بعد هجوم لغير المؤمنين - خصوصا من المسلمين والملحدين - على الدولة اليهودية، وتستخدم فيها اسلحة مدمرة كيماوية ونووية ويقتل فيها الالاف، ثم يظهر المسيح فوق ارض المعركة ويحكم العالم الف سنة.
اما بوش الاب وبوش الابن فقد كانا من اشد المؤمنين بتلك القصص التوراتية، بل ان بوش الابن قد كان يؤمن بأن حربه ضد المسلمين هو تحقيق لتلك النبوءات وانها حرب مقدسة.
وفي مقابل ذلك التخطيط الشيطاني المستند على التعاليم التوراتية، فقد نشأ في المقابل ما يسمى بالماسونيين الاحرار الذين يعودون الى ما يسمى (بفرسان المعبد) عام 1099 مع بداية الحروب الصليبية واحتلال القدس والذين تعلموا فنون السحر اليهودي وناكفوا ملوك اوروبا واسسوا المنظمات السرية التي انتشرت اليوم في جميع بلدان العالم باسماء الماسونية والروتاري والليونز وغيرها، ولا تكاد تجد مدينة في الولايات المتحدة لا يوجد بها احد تلك النوادي، مع ما ينشر عنها من طقوس سرية ونفوذ على صناع القرار.
ولا يقتصر نفوذ اليهود على التخطيط والمكر ولكنهم يهيمنون على اقتصاد العالم ووسائل الاعلام، والحديث يطول ولايمكن شرحه في مقال قصير، ولكن يجب عدم التعجب اذا قلنا بأن من يحرك «داعش» هو تلك القوى الشيطانية التي تدير العالم وتسعى لتدميره، وليس انسب من استخدام اسم الاسلام لتنفيذ ذلك المخطط، فشعوبنا المخدرة التي تعيش في اوهام النصر والتمكين - دون ان تعد له عدته - سرعان مايتم استقطابها الى مفخخات الموت لكي تحقق اهداف اعدائها.
لقد شاهدنا ذلك بوضوح في احداث الحادي عشر من سبتمبر التي خططت لها القوى الشيطانية ونفذتها بدقة ثم تبناها الاغبياء من تنظيم القاعدة، واليوم نشاهد كيف يستهزئون بالاسلام من خلال تلك الجماعة الممسوخة ويحاربون المجاهدين وينصرون عملاءهم ويثيرون الفساد في الارض!!
القرآن يصدّق ما نقوله!!
لقد عاب الله على اليهود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يقسمون انفسهم الى فرق يقاتل كل فريق منهم مع الاوس او الخزرج في حروبهم، ثم يفتدون اسراهم بحكم التوراة، فقال تعالى: (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم، تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان، وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم، أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟!).
تعليقات