أوقفوا منابر الشر لتسلموا على أبنائكم!.. صالح الشايجي ناصحاً

زاوية الكتاب

كتب 452 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  الدرب السوداء

صالح الشايجي

 

مثلما هناك نفوس متعطشة للدماء وللقتل، لثكل أمهات وترميل زوجات وتيتيم أطفال، فهناك في الوقت نفسه والساحة نفسها نفوس تهفو الى السلام والحنوّ على الآخر وضمه بين ضلوعها والخوف عليه.

هناك متطوعون للموت والدمار، وهناك متطوعون يصلحون ما أفسده أولئك، متطوعون للخير والترميم ونشر الرحمة والمؤاخاة الإنسانية.

نفس الإنسان مجبولة على الخير، فلنصدق ذلك حتى وإن لم يكن حقيقة، فما نؤمن بأنه حقيقة، يصير حقيقة، وذلك ما يجعلنا نتحمل أوزار أولئك المنحرفين والشاذين والخارجين عن هذه القاعدة، قاعدة ان الإنسان مجبول على الخير.

فما الذي جعل أولئك المنخرطين في سلك الموت يصيرون كذلك، هل هم الذين اختاروا تلك الطريق بإرادتهم، أم أن هناك من أخذ بأيديهم ليضعهم على تلك الدرب السوداء.

طال زمن حذر فيه العقلاء من نشر كراهية الآخر والحض عليه وازدرائه وما يعتقد، كتب الكتاب وحاضر المحاضرون وتحدث المتحدثون، ولكن كل ذلك راح هباء منثورا، لم يحرك ضمير مسؤول واحد.

مقابل كل عاقل ينادي بالسلام وبالمحبة، هناك مائة مجنون يحضون على إثارة النعرات والاحتقار والازدراء والإقصاء والتفتيت.

والنتيجة فوز حزب المجانين على حزب العقلاء، انخرط الشبان الأغرار في مدارك الموت وراحوا يلبون نداء الذين زينوا لهم هذه الدرب!

يلبون ما جاء في دروسهم وكتبهم المدرسية الواقعة تحت إشراف وزارات التربية الرسمية الحكومية، ويلبون ما يقوله خطباء المساجد المرخصون من وزارات الأوقاف، ويلبون ما يقرؤونه في الصحف والمجلات وما يسمعونه ويشاهدونه في الإذاعات والتلفزيونات، وكلها منابر رسمية تشرف عليها الحكومات.

هل أولئك الأغرار جلادون أم ضحايا؟

ما مصلحة أي حكومة من الحض على دين آخر أو مذهب آخر أو قومية أخرى أو أي مختلف آخر تحت أي ثوب من أثواب الاختلاف.

من حقك أن ترى أن عرقك وعقيدتك ولونك وجنسك هو الأجمل والأنقى والأصفى، ولكن ليس من حقك أن تشين الآخر وتسيء إليه، وإلا أسأت لنفسك ولمعتقدك الذي تظن أنه لا يزين إلا بتشويه غيره.

إن كان أولئك الشبان مضوا في دروب الهلاك ومن الصعب استعادتهم، فأدركوا الذين مازالوا تحت أيديكم وأوقفوا منابر الشر لتسلموا على أبنائكم.

إن هذا إلا بلاغ!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك