هل تخيلنا أنفسنا مكان العمال الوافدين تحت الشمس؟!.. وليد الرجيب متسائلاً
زاوية الكتابكتب يونيو 13, 2015, 12:54 ص 481 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / عمال تحت الشمس
وليد الرجيب
تتعرض البلاد لموجة من الحرارة الشديدة والغبار، التي قد لا يتحمّلها البعض مثل كبار السن والمرضى، بل في ظني أن لا أحد بمقدوره الوقوف تحت هذه الشمس الحارقة فترة ثلاثين دقيقة أو أقل، والبعض يستطيع السفر إلى أماكن باردة الأجواء، لكن ماذا عن من ليس لديه المال الكافي للسفر؟ وبعض غير العاملين يكتفون بالبقاء في حماية التكييف، ولكن ماذا عن من لا يملك مثل هذه النعمة؟
لفت نظري في اليومين الفائتين، بعض خدم المنازل وهم يغسلون سيارات «معازيبهم» في الشمس الحارقة، وأيضاً لفت نظري العمال الذين يعملون بالشارع، أما باعتبارهم عمال نظافة أو عمال إنشاء وبناء، وتساءلت: هل يمكن لإنسان أن يعمل في مثل هذه الأجواء اللاهبة؟ كما أن رمضان على الأبواب، وفي ظل هذه الأجواء قد يصعب على العامل المسلم الصوم.
أغلبنا يعلم أن بعض الشركات التي توظف العمال من الجنسيات الآسيوية، لا تدفع لهم رواتبهم لأشهر عدة، كما أن العمال يتشاركون بالسكن في ظل شروط قاسية، ناهيك عن العمالة المنزلية التي تعاني أحياناً من معاملة أقرب إلى الاستعباد.
نحن نمر يومياً في الشوارع، ولا يلفت نظرنا هؤلاء العمال وهم يعملون تحت الظروف القاسية، نراهم وكأنهم جزء من الرصيف ولا نراهم كبشر، ولا نرى أسرهم التي تنتظرهم أن يبعثوا لها بالفتات، كي يسدوا رمقهم.
والمشكلة أنه لا توجد جهة نقابية تدافع عن حقوقهم، وكأن النقابات العمالية لا تعتبر العمالة الوافدة جزءاً من الطبقة العاملة التي يجب أن تطالب بحقوقها، أو تدافع عن مصالحها، فالنقابات ومجالس إداراتها مشغولة بالكراسي والمصالح الخاصة.
هل تخيلنا أنفسنا مكان هؤلاء العمال، الذين يعملون بشقاء وشظف؟ هل فكرنا بواجبنا الإنساني على الأقل؟ تجاه بشر تتم المتاجرة بهم، واستغلالهم أبشع استغلال، ألا يجب البحث عن حلول إنسانية وقانونية، لحماية من وفد لبلادنا من أجل لقمة عيش أبنائه؟ ورضي بالأعمال المنهكة في ظل أجواء لا تحتمل.
تعليقات