لـ'غسل الدماغ' أنواع!.. يكتب عنها خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 1272 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  غسل الدماغ والوقاية منه!

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يعني غسل الدماغ وفق أحد المصادر: “عملية تغيير اتجاهات المرء السياسية أو العقائدية عادة, ويتضمن ذلك استخدام وسائل الإكراه البدنية والنفسية, كالسيطرة المطلقة على الفرد” ويحدث هذا بقصد “حمله على التخلي جذرياً عن أنماط سلوكه ومقاييسه السابقة وتبني الأنماط او الأفكار التي يفرضها عليه” من يسيطرون على تفكيره (نجار 162). يستخدم المتطرفون والمتعصبون وبعض العصابات الإجرامية عملية غسل الدماغ لتجنيد أعضاء جدد ولتطويع إراداتهم وفق أفكار وأهداف الجماعة المتطرفة أو العصابة الاجرامية, ويعتبر غسل الدماغ احدى الحيل النفسية التي يستعملها المحرضون والإرهابيون والمتطرفون بعامة للسيطرة على ضحاياهم, والذين ليس بالضرورة أن يكونوا دائماً صغار السن, أو من تنقصهم الخبرة, بل ينطبق غسل الدماغ على أي عملية تأثير سلبية تهدف الى سلب الإنسان الحر من إرادته الشخصية واستغلال طاقاته ومهاراته و”حسن” نيته لخدمة أهداف إجرامية أو فتنوية.
هناك نوعان مختلفان من غسل الدماغ, نمط سلس وتدريجي يصعب انكشافه مبكراً ونوع شرس ومكثف, ويستعمل الأول للتأثير على بعض صغار السن أو الأفراد العفويين, ويستخدم الأسلوب الأكثر شراسة مع من يظهرون أي نوع من المقاومة لغسل الدماغ! يتصف المتمرسون في غسل الدماغ بقدراتهم الفطرية أو المكتسبة على الإيحاء النفسي الفعال والتأثير القوي لشخصياتهم الكاريزمية, فيقدم المتطرف نفسه للضحية على أنه قدوة له وصديقه الذي يصدقه, ولكنه في الحقيقة والواقع الأكثر شراً وأذى على الضحية.
أعتقد أن الوقاية من غسل الدماغ, وخصوصا الذي يهدف منه الى التأليب على المجتمع الوطني يبدأ بكشف الأساليب الاعتيادية التي يستعملها الاستغلاليون والانتهازيون للتأثير على ضحاياهم, ويتلو ذلك ضرورة كشف تناقض شعارات المتطرفين والإرهابيين والمجرمين مع مبادئ العدالة الفطرية, ومع قيم الاستقامة الأخلاقية ومع كون الإنسان مخيراً وليس مسيراً للانتقاء بين الخير والشر. بمعنى آخر, من يقع ضحية وبإرادته لغسيل الدماغ يتحمل أيضاً جزءا من المسؤولية الأخلاقية في عدم إبدائه أي نوع من المقاومة ضد التأثير السلبي للمحرضين.
عندما يمارس أحد الأفراد التفكير النقدي ويُبدي قدراً مناسباً من الشك “الصحي” تجاه دوافع أصحاب المصالح الضيقة, سيبقى عصياً على كل من يحاول غسل عقله ضد مجتمعه الوطني الذي ولد ونشأ وتربى فيه. يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: “وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” (القصص 77).

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك