المرحلة القادمة ستشهد تراجعاً للدور الإيراني في المنطقة!.. بنظر ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب يوليو 23, 2015, 12:52 ص 417 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / الاتفاق النووي مع إيران.. الوجه الآخر
ناصر المطيري
الشعور العام السائد في المنطقة العربية والخليج هو الهواجس الأمنية والمخاوف من أن يؤدي الاتفاق بين ايران ومجموعة الخمس + واحد بشأن الملف النووي لايران الى تقويتها واستفحال دورها وتمددها واتساع نفوذها عندما يتم رفع العقوبات الاقتصادية والتحالف مع أميركا والغرب .. لأول وهلة قد تبدو تلك الهواجس واردة ومتوقعة ولكن بنظرة أكثر عمقا وبتقليب أوراق الاتفاق وما يحيط بايران وما بداخلها والظرف الدولي الراهن ومتغيراته يبدو أن للقضية وجها آخر، هذا الوجه يعكس وينافي المشاعر العربية والخليجية التي لا تستند الى حقائق موضوعية ومنطقية بقدر ما تنطلق في أغلبها من إرث الصراع المذهبي والعرقي الذي تنامى في المنطقة بدعم ايراني أدمى بعض العواصم العربية خلال السنوات العشر الماضية ..
فمهما حاول المسؤولون الايرانيون تمثيل دور المنتصر وظهروا في حفل التوقيع بابتسامات عريضة فان كل ذلك للاستهلاك الداخلي و لن يغير من الحقيقة الموضوعية شيئا، وكما يتباهى الايرانيون بصبرهم الطويل بنسج السجاد الفارسي الفاخر فانهم اضطروا في نهاية اثنتي عشرة سنة من المفاوضات مع الغرب الى بيع تلك السجادة النووية «للشيطان الأكبر» في دقائق معدودة! الواقع السياسي يؤكد أن الملف النووي الايراني كان في حقيقته مشروعاً خاصا للنظام في طهران وليس مشروعا للمواطن الايراني لأن الشعب في ايران عاش حصارا وبطالة وتضخماً اقتصاديا وهدراً في أمواله ومقدراته وذلك كله قربانا لدعم الصراعات الطائفية وتغذية الأزمات المذهبية في محيطها الاقليمي، وبالتالي خلق حالة التفاف شعبية دينية تهدف لاطالة عمر نظام الثورة الاسلامية في ايران، لذلك نقول إن الملف النووي ليس قضية وطنية بل هو ورقة سياسية استخدمتها طهران وسوقتها بنجاح في الداخل والآن تسقط هذه الورقة لتواجه مرحلة جديدة قد يصعب عليها أن تواريها بورقة أخرى..
الاصلاحيون والنخب السياسية في ايران كانوا أكثر المحتفلين في شوارع طهران بتوقيع الاتفاق مع الغرب ليس ابتهاجا بتحقيق نصر وطني على أميركا كما يسوق لذلك الرئيس حسن روحاني بل فرحا بإجهاض هذا المشروع الذي خنق الوطن والشعب وعاش الايرانيون خلاله سنوات عجافا تجمدت فيه أرصدتهم وتهاوى «تومانهم» وتوقفت تنميتهم.
رفع العقوبات الاقتصادية ان كان في ظاهره رحمة بالوطن والشعب في ايران إلا أننا نعتقد على المدى المستقبلي المنظور أن يحمل في باطنه العذاب للنظام في طهران، فالشعب الايراني الذي عانى الضيق وقلة ذات اليد والحصار الاقتصادي سوف ينتعش وتتحرك آلته الاقتصادية ليكتشف بعد حين كم مخدوع بكذبة البرنامج النووي الذي كتم أنفاس الايرانيين تحقيقا لمآرب سلطوية لا تهتم لحال المواطن ولا الوطن، آنذاك حتما سوف تهب رياح التغيير من الداخل الايراني..
علينا أن ندرك أن الاتفاق النووي الغربي مع ايران يفرض شروطاً وضوابط دقيقة على النظام في ايران ويرتب عليها التزامات سياسية لغل يديها عن الامتداد والتدخل ومحاولات «تنفيس» أزماتها الداخلية في محيطها الاقليمي، لأن رفع العقوبات الأممية عن ايران له ثمنه السياسي وعلى طهران تحمل التزاماته إن أرادت عدم الوقوع تحت طائلة العقاب الدولي .
وفي هذا الصدد يقول الرئيس الأميركي باراك أوباما : «إننا نواصل النظر والمتابعة حتى تتصرف ايران بطريقة بناءة وعليها أن تكف عن العداء والنزاع مع جيرانها».
لذلك التوقعات المنطقية تشير الى أن المرحلة القادمة سوف تشهد تراجعاً للدور الايراني في العواصم الأربع التي أعلنت طهران في وقت سابق أنها أصبحت تحت سيطرتها.
تعليقات