عن سر نسمة الصيف التي أطفأت نيران 'التطبيقي'!.. تكتب بهيجة بهبهاني

القبس

تحت المجهر  /  نسمة صيف تطفئ نيران 'التطبيقي'!

أ.د بهيجة بهبهاني

 

وسط لهيب الأحداث الإرهابية بالعالم ونيران الأحداث الساخنة في الكويت مرت على روحي نسمة صيف باردة، فأعادت إليها السعادة وغمرتها بالانشراح، فلقد كنا كهيئة تدريسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تحت ضغوط كبيرة وهجوم من أعضاء لجنة الميزانية واللجنة التعليمية بمجلس الأمة لعدم معرفتهم بشؤون التعليم التطبيقي وشجونه وعدم اطلاعهم على اختصاصاته، فبدأوا بالهجوم عليه دون رحمة متهمين إدارته وأغلب أعضاء هيئة التدريس العاملين به بأنهم يستغلون الفرص سواء بطرق قانونية أو ربما غير قانونية للحصول على المكافآت والساعات الإضافية والزيادات المالية، وذلك دون احترام لمكانة الهيئة التدريسية الراقية وهيبتهم أمام المجتمع، خصوصاً أمام الطلاب والطالبات وعددهم يفوق 50000 طالب وطالبة. ولقد فوجئ أعضاء الهيئة التدريسية وصدموا بهذا الطعن في كرامتهم والتعرّض إلى أخلاقياتهم، إلا أنهم تمالكوا أنفسهم وأصرّوا على متابعة العطاء لأبنائهم الطلبة بإخلاص كما اعتادوا، وحتى وصل الأمر إلى قيامهم بتوقيع تعهّد بعدم المطالبة بمكافأة مالية نظير تدريسهم ساعات دراسية فوق نصابهم اللائحي.. كما وصل عدد الطلبة في بعض المقررات النظرية إلى 80 طالباً، والعدد اللائحي هو 50 طالباً، وفي المقررات التطبيقية والعملية وصل عدد الطلبة إلى 40 طالباً، في حين أن العدد اللائحي هو 25 طالباً!
لقد حرص جميع أعضاء هيئة التدريس والتدريب على الالتزام بمحاضراتهم التي كانت تستمر، لاسيما في الأقسام العلمية، من الساعة الـ8 صباحاً إلى الـ5 مساء، وذلك طوال شهر الصوم الفضيل، وفي درجة حرارة تبلغ 50 درجة مئوية! وتعاهدوا أمام الله بأن يقوموا باستكمال عملية التدريس لطلبتهم حتى لو لم يتسلموا مكافأة التدريس للفصل الدراسي الصيفي، فكانت هذه الوحدة الأكاديمية هي نسمة الصيف التي أطفأت النيران في قلوبنا بـ«التطبيقي» وساعدتنا على تجاوز الفترة العصيبة، فمصلحة الطلاب والطالبات هي هدف أعضاء هيئة التدريس، وقد وضعوها نصب أعينهم، وبذلوا أقصى جهودهم من أجلها، فهذه النفوس الغضة بحاجة ماسة إلى نتائجها للتسجيل في النظام للفصل الدراسي الأول، وبعضهم سيتخرجون في الفصل الدراسي الصيفي ويحتاجون إلى نتائجهم ولأهميتها لمراجعة ديوان الخدمة المدنية للتعيين.
إننا -نحن الكويتيين- دوماً هكذا بالأزمات يد واحدة نعمل بإخلاص وأمانة لأجل رفعة الوطن ومصلحته.