تنمية خرسانية - يكتب فيحان العازمي

زاوية الكتاب

كتب 554 مشاهدات 0


خطط التنمية في كل دول العالم تقوم على أسس رئيسة أهمها الجدوى والمردود الاقتصادي من هذه الخطط والمدة الزمنية لتنفيذ هذه الخطط ومدى ملاءمة المشروعات الاقتصادية للزمان والمكان والحالة الاقتصادية للدولة، لكن في الكويت منذ اقرار خطة التنمية لم تكن بها مشاريع ذات صبغة تنموية استثمارية بل كانت في مجملها «خرسانية»، حيث ركزت خطة التنمية على المنشآت والهيئات والمباني الخاصة بالوزارات، إذ كانت المشكلة تنحصر في عدم وجود مبانٍ خاصة للوزارات لكي يكون الانجاز لهذا السبب فقط، اما ان تكون هناك مشاريع حكومية لوجيستية رياضية كانت أم صحية أم تعليمية أم مشاريع سياحية تدفع بالوطن إلى الأمام وتساعد في نهضته اقتصاديا وتقدمه عالمياً، فهذا الشيء مفتقد تماما لدينا، حيث ان جميع مشاريعنا الخمسية خرسانية فقط لا نشهد لها مردوداً أو ظهوراً، أو تنفيذاً، على سبيل المثال لا الحصر مستشفى الشيخ جابر الذي مضى عليه زمن طويل ولا نرى له الا اسما في الأوراق ومجرد مبانٍ خرسانية على ارض الواقع، ايضا جامعة الشدادية التي يتغنى الجميع بها ومرت عليها سنوات طويلة ولم نر لها وجوداً ايضا الى الان سوى عدة مبانٍ خرسانية تنعق بها الغربات ويطول أمد تسليمها عاما بعد عام.

للاسف نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، فنقرأ عن خطط تنموية ومشاريع ضخمة وميزانيات بالمليارات تخصص لانجاز هذه المشاريع لكن لا نرى سوى الأعذار والتأجيلات.

إن ما ينقصنا ليس خطط التنمية ولا المشاريع الحيوية للدولة، ان ما ينقصنا أولا هو التنمية البشرية وبناء الانسان، ثانيا محاربة الفساد الذي يأكل الأخضر واليابس، هذا الفساد المتغلغل في جميع مرافق الدولة ويؤدي الى فشل اي خطة وأي مشروع تنموي، حفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من كل مكروه.

الآن - النهار

تعليقات

اكتب تعليقك