علي البغلي يكتب: عنبر أخو بلال بالدكتاتورية والديموقراطية!

زاوية الكتاب

كتب 878 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  عنبر أخو بلال بالدكتاتورية والديموقراطية!

علي أحمد البغلي

 

الفراغ السياسي، أي شغور كرسي رئاسة الجمهورية في لبنان، مر عليه أكثر من عام، في أمر غير مسبوق في التاريخ المعاصر العربي أو غيره. فلبنان بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان من دون رئيس، لأن سياسيي لبنان لم يتفقوا على رئيس! مع ان الرئيس في كل بلدان العالم ينتخب بالأغلبية، والدستور اللبناني ينص على أغلبية برلمانية وليست شعبية مثلما هو الأمر في كثير من الدول.
فالجنرال ميشال عون، زعيم إحدى الكتل السياسية والمتحالف مع حزب الله، يقول: إما أن أكون الرئيس.. وإلا لا رئيس! وحزب الله مصمم عليه، مع أن الرئيس، وفق الدستور اللبناني، يجب أن يكون مسيحياً مارونياً.. لكنه الشلل السياسي غير المفهوم، والمسمى بلبنان انتخاب الرئيس بالتوافق، أي يجب أن ينتخب الرئيس بشبه إجماع لمن يقتنع به أو من غير المقتنعين به!
***
الآن جاء دور العراق المنكوب بديموقراطيته ليتجرع من الكأس نفسها، ولكن ليس على المستوى العراقي ككل، بل على مستوى إقليم كردستان، الذي يحكم ذاتياً من قبل أشقائنا في الإنسانية الأكراد.. فرئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني شارفت ولايته على الانتهاء، وثار في الإقليم جدل قانوني حول أحقية البرزاني في الاستمرار في أداء مهامه، خصوصاً بعد انتهاء ولايته، وهو ما يؤكده حزبه الديموقراطي الكردستاني استناداً إلى قرار مجلس شورى الإقليم وقانون رئاسة الإقليم، في أن الرئيس سيواصل أداء مهامه بعد انتهاء ولايته حتى التوصل إلى حل توافقي للمسألة. بينما ترى أحزاب أخرى، هي: الاتحاد الوطني وحركة التغيير والأحزاب الإسلامية، أن الإقليم دخل في مرحلة فراغ رئاسي ربما على الطريقة اللبنانية!
وقد انعقدت عدة اجتماعات ماراثونية حضرها 16 من زعماء الأحزاب الكردية، وبحضور أجنبي لافت في أربيل، ممثلا بالولايات المتحدة والتي حضر عنها نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي بريت ماكفورك، والسفير البريطاني في العراق، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق.
ومن المفارقة أن الأكراد اختلفوا في موضوع التمديد للبرزاني حتى تتم الانتخابات المقبلة. في حين اقترح الجانبان الأميركي والبريطاني بقاء الرئيس مسعود البرزاني رئيس الإقليم في منصبه لمدة عامين آخرين!
ولم أتمالك نفسي من مقارنة رأي وتصرف الأميركان والبريطانيين في مسألة تمديد رئاسة إقليم كردستان، وهما الدولتان اللتان تروجان للديموقراطية في العالم أجمع، وتصرف بشار الأسد مع الساسة اللبنانيين بدكتاتورية واضحة بإجبارهم على التمديد لرئاسة إميل لحود! فعنبر أخو بلال حتى بالسياسة، والديموقراطية والدكتاتورية!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك