المواطن الحق لا يسيء الظن بمواطنيه الآخرين!.. برأي خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب أغسطس 22, 2015, 12:47 ص 590 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / الكويتي يحسن الظن بأبناء وطنه
د. خالد عايد الجنفاوي
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” (الحجرات 6).
أعتقد أن المواطن الكويتي الصالح هو من يسعى الى نشر وتكريس “حسن الظن” بين مواطنيه لأنه يدرك أهميته لحاضر المجتمع ومستقبله. أحد متطلبات تكريس وحدة وطنية فاعلة وإيجابية بين أعضاء المجتمع يتمثل في ترسخ ثقافة حسن الظن فيما بينهم.
نملك مقومات النجاح بهدف تعزيز ثقافة حسن الظن في مجتمعنا لأننا نتشارك في مبادئ وقيم وطنية راسخة, وحين تترسخ ثقافة حسن الظن في المجتمع فسيؤدي ذلك إلى نشر المعاني الحقيقية للحرية والمواطنة الحقة وسيقوي الحس والولاء الوطني, فعلى سبيل المثال, “توجد حالياً مجتمعات تعاني من فقدان حسن الظن بين أعضائها, وهو ما أدى إلى نشر الفتن والخلافات المميتة في تلك المجتمعات حتى أنهكت خلافات أبناء الوطن مقدرات وطنهم.
مقومات حسن الظن بين المواطنين الكويتيين يرسخها تشاركنا في تجارب إنسانية كويتية خالصة, وإدراكنا العام أن من يحافظ على الوحدة الوطنية هو حقاً المواطن الكويتي الصالح فهو يعمل لتقريب قلوب الكويتيين. ممارسة الحرية الشخصية الهادفة وحرية الرأي والتعبير المسؤولة والنقد البناء هي بعض المتطلبات الرئيسية لتكريس ثقافة حسن الظن في المجتمع. ليس من المفترض أن يؤدي الاختلاف في الرأي بين بعض أبناء الوطن إلى تشتت رؤاهم الوطنية الجامعة, فنحن ككويتيين نختلف في الآراء حول كيفية إيجاد حلول ناجحة لبعض مشكلاتنا المحلية, لكن اختلافنا يغلفه إطار وطني إيجابي وشامل. المواطن الحق لا يسيء الظن بمواطنيه الكويتيين الآخرين, وبخاصة أولئك الذين يختلف معهم في الرأي. الهدف الرئيس لأي ممارسة ديمقراطية إيجابية هو تمكين المشاركين فيها من التوصل إلى أرضيات مشتركة فيما بينهم تمكنهم من العثور على أفضل الحلول لمشكلاتهم, ولكن إساءة الظن والتشكيك الاعتباطي في الدوافع الشخصية للمواطن الآخر فقط لأنه يحمل رأياً مختلفاً يدلان على ضجر البعض من النقد, وتجاوز البعض الآخر لحدود النقد البناء حتى يبدأوا يتصيدون زلات أبناء وطنهم.
أُحسن الظن بالمواطنين الكويتيين الآخرين, سواء كانوا أفراداً عاديين أو مسؤولين, فحسن الظن هو السمة الأخلاقية المميزة التي يتصف بها المواطنون الكويتيين, فما يحصل من اختلافات في الآراء حول بعض القضايا المحلية من المفترض أن ينتهي وقت استكمال النقاش الديمقراطي الايجابي, ليعود الكويتيون إخوة متحابين ومتعاضدين في السراء والضراء.
تعليقات