يجب على طلاب الجامعة مجابهة التوجهات المنحرفة والنعرات القبلية والمذهبية.. كما يرى علي البغلي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 28, 2015, 11:26 م 733 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم - يا طلابنا الجامعيين.. لكم في أقرانكم السعوديين أسوة حسنة
علي أحمد البغلي
هناك أمور كثيرة نتخلف فيها، نحن أهل الكويت، عن باقي دول الخليج العربية والدول الأخرى.. وقد رضينا بذلك على مضض، أو على أمل لعل وعسى أن نفيق من سُباتنا العميق، وننافس على المراكز المتقدمة كما كنا في السابق، سباقين في معظم الميادين والأصعدة ...
ولكن لم أتخيل لوهلة أن بعض الدول الشقيقة قد سبقتنا حتى في مضمار وتفكير ووعي شبابنا الجامعي؟!
فكلنا يتذكر الانتخابات الفرعية والصيحات والشعارات القبلية التي رفعت وجرت على أساسها انتخابات اتحادات الطلبة في معاهد العلوم التطبيقية والتدريب والجامعة -على نحو ما-! وقد رفعت تلك الشعارات والصيحات القبلية من قبل شباب هذه الأمة وأمل مستقبلها، وفي انتخابات «لا تودي ولا تجيب» أي انتخابات «مو شايلة همها» ألا وهي انتخابات اتحادات الطلبة، حيث لا مادة ولا نفوذ ولا حيثية مثلما هو الأمر في انتخابات مجلسي الأمة والبلدي على سبيل المثال؟!
ولم تحرك تلك التحركات البغيضة والجديدة -تماماً- على مجتمعنا «صرصوخ أذن» أحد في حكومتنا الرشيدة، أو إدارة معاهد العلوم التطبيقية أو الجامعة! وكأن تلك الأمور المذمومة المفتتة لوحدة المجتمع تحدث بالوقواق أو مجاهل أفريقيا؟! ولم يرن أحد أجراس الإنذار لا من قوى الأصولية ولا قوى وطنية ليبرالية ولا من مؤسسات مجتمع مدني، والتي أصبح معظمها وللأسف مؤسسات ديكورية أو خشب مسنده!
فالممارسة طعنت في أهم مبادئ الدستور (مادة 29) التي تنص على «الناس سواسية في الكرامة الانسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين» وطعنت الممارسة غير السوية في القانون والشرع.. ولكن لا حياة لمن تنادي! وأنا لا ألوم هنا الطلبة الذين تشربوا تلك الممارسات من محيطهم العائلي القبلي.. بل ألوم الدولة والقوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني التي لم تنجح في زراعة الولاء والانتماء للوطن ولا شيء غير الوطن.. وتظل القبيلة والطائفة والانتماء الأصولي تحترم من باب الحرية الشخصية وحرية العقيدة فقط لا غير.. ولكنها لا تعلو على الإطلاق على الانتماء الوطني، وخصوصاً من الأجيال القادمة؟!
***
في المملكة العربية السعودية الشقيقة حدث العكس، وتم ما ننادي به في الكويت ليل نهار ولا مجيب! فطلاب جامعة الملك فيصل في الأحساء أطلقوا الأحد الماضي حملة بعنوان «عفواً.. وطني.. أولاً» لمجابهة التوجهات المنحرفة والنعرات القبلية والمناطقية والمذهبية، وتوعية الشباب حول الحملات المضادة للوطن والإنسان السعودي، وتشكيل اللحمة الوطنية، ونشر الوسطية والاعتدال وزرع قيم التعايش.
عميد كلية الآداب في تلك الجامعة أكد أن الحملة طلابية خالصة، وقال «لم نتدخل إلا في الإشراف فقط، أما مجمل العمل فهو من إخراج وإنتاج الطلاب في قسم الاتصال والإعلام وأقسام الكلية الأخرى».. وأضاف «إن هذه الحملة تدل على استيعاب الطلبة لخطورة الفكر المنحرف الشاذ، واستيعاب ما هو أهم من ذلك وهو حب الوطن والذود عنه».. (صحيفة الحياة 26 أكتوبر الجاري).
ونحن نهنئ أشقاءنا الشباب في المملكة هذا التحرك الإيجابي الناضج، متمنين أن تنتقل عدواه إلى طلابنا الجامعيين ومن في حكمهم؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات