غول الفساد لوّث جمال العمل التعاوني المميز في الكويت.. برأي وليد الغانم

القبس

التحقيق مع 27 جمعية تعاونية!

وليد عبدالله الغانم

في استجواب وزيرة الشؤون الأخير وضحت أن «الجمعيات التعاونية التي تم تشكيل لجان تحقيق فيها 27 جمعية تعاونية، 20 منها أحيلت الى النيابة العامة والتحقيقات، و9 صدر قرار حل وعزل مجلس الادارة»، وهذا خلال عهد الوزيرة الحالية فقط، يعني مو خلال عشر أو خمس سنوات، وحسب معلوماتي فان هذا يعادل نصف الجمعيات التعاونية في الكويت. 
لقد اصبح مشهوراً عند الناس ما تكلمنا فيه مرات ومرات عن غول الفساد التعاوني وتنوعه بالحيلة والغش والرشوة والتلاعب بالقرارات الادارية، وتعيين الاصدقاء والربع وابتزاز الشركات، وتوريد بضائع تالفة، وانشاء معاملات وهمية باسماء زوجات وأقارب البعض، وحتى السرقات الواضحة كلها مخالفات كارثية وقعت ولا تزال تمارس في بعض الجمعيات التعاونية التي حولها بعض الاعضاء الى مملكات خاصة يعيثون فيها فساداً، وانه من الجيد أن نرى تحرّكاً جادّاً من وزارة الشؤون لنفض عصابات هذا المجال ممن افسد مقاصد انشاء الجمعيات ولوّث جمال العمل التعاوني المميز في الكويت، وما سعى اليه اوائل المؤسسين من الخدمة العامة والتطوع الشريف..
ومن عجائب ما يروى عن هذه النوعية من سارقي أموال المساهمين، ان بعضهم يترشّح للانتخابات ويعلن لاصحابه ان ترشحه ليس لخدمة المنطقة، وانما وبكل وقاحة يقول ان ترشحه للجمعية بسبب عدم استكماله بناء منزله أو ديون عليه أو رغبته في شراء سيارة فاخرة أو حاجته لمواصلة دراسته في الخارج، وهو يعلن بلا حياء ألا سبيل له لتحقيق هذه الطموحات الا من خلال فوزه بعضوية الجمعية «ليشفط» بعدها من مال السحت ما يعتقد انه يسعده في حياته، فأي عقلية منحرفة التي تتطاول على اموال الناس جهاراً نهاراً؟!
العمل التعاوني مكسب لاهل الكويت خرّج العشرات من الرجال النزيهين والاعضاء الشرفاء ممن خدموا المساهمين بصدق ونظافة وارتقوا بجمعياتهم مصافَّ عاليةً، وما زال الناس يذكرونهم بالخير في مناطقهم، وان دورنا جميعاً كمساهمين المحافظة على هذا النشاط الاجتماعي ورعايته وايصال من يستحق فقط لتولي ادارته، كما نطالب وزارة الشؤون باستمرار رقابتها على الجمعيات بصورة عادلة بلا تعسف ولا محاباة، لتبقى الجمعيات فاعلة في خدمة الجميع.. والله الموفّ.ق. 

* إضاءة تاريخية:
في الغزو العراقي تم تغيير اسماء بعض المناطق، وسميت ضاحية عبدالله السالم «حي البصرة»، والسالمية «حي النصر»، والفحيحيل «حي القدس».