تشاؤمنا من نزول المطر سببه تقصيرنا في الاستعداد لهبوطه.. بوجهة نظر وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 1161 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  طق يا مطر طق... بيتنا يديد

د. وائل الحساوي

 

أتعجب ممن يتشاءمون من نزول المطر ويعتبرونه نذير شؤم، فارضنا ونفوسنا عطشى لنزول المطر، وشُعبُنا الهوائية قد تسددت من كثرة ترسب الغبار داخلها!!

وعندما ينزل المطر ترى السماء صافية والنسيم عليلا وتكاد تتنفس هواء صافيا ليس فيه ما يزعج الرئة، بينما قبل نزول المطر لاترى إلا السعال والكحة والأمراض الكثيرة والاختناق بين عامة الناس، وكأن الهواء قد تشبع بالجراثيم والفيروسات!

اما الأرض فتتزين ببساط جميل من الأعشاب والزرع والورود المختلفة الألوان ويختفي الغبار، ويظهر «الفقع» و«الخبيز».

لقد انزل الله تعالى آيات كثيرة تصف نعمته بنزول المطر مثل قوله تعالى: «وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء».

«والله انزل من السماء ماء فأحيا به الارض بعد موتها»

«وان كانوا من قبل ان ينزل عليهم من قبله لمبلسين»، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحسر ثوبه اذا نزل المطر ويقول: «انه حديث عهد بربه»

وقد قال الشعراء شعرا كثيرا في المطر منه:

أشتاق الى هطولك الى الندى منك والقطرات

وأناجيك أن تداعب العين والوجنات

لعلك تغسل همومي وأحزاني والآهات

اشتقت إليك أيها المطر بكل إحساسي ووجداني والنبضات

بقلم آمنة الهندي

إن تشاؤمنا من نزول المطر ليس بسبب المطر ذاته ولكن بسبب تقصيرنا في الاستعداد لهبوطه، ورداءة البنية التحتية لبيوتنا ومدارسنا، فمن يصدق ان بعض المدارس قد تحولت إلى حمامات سباحة من شدة الخرير، ومن يصدق ان شوارعنا قد غرقت في شبر ماء!

ها نحن نشاهد الدول المتقدمة ينزل عليها المطر بغزارة يوميا ثم لا ترى بيوتا يخر منها الماء او شوارع تغرق بالماء بينما الكويت تتحطم فرحتها كلما شاهدنا السحب في السماء!!

إننا بحاجة الى انتفاضة لكي نحول الاشياء القبيحة في مجتمعنا الى انجازات جميلة!! تصوروا لو أننا شيدنا المصانع والمباني الضخمة والمشاريع العظيمة ونحن نعاني من الخلل في انظمة البناء، فكيف سنقوم بترميم ذلك الخلل؟!

إن المطلوب هو ثورة في عالم الانجاز وتدارك الماضي الحزين وترميم الخلل، فقد تشهد السنوات المقبلة مواسم خير كبيرة وأمطار، فهل نبقى نلطم على طمام المرحوم؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك