التحالف العسكري الإسلامي قد يفتقر إلى التنسيق الكافي.. برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 538 مشاهدات 0


الراي

نسمات  -  هل نحن حالمون؟!

د. وائل الحساوي

 

في لقائنا الاسبوعي بعد صلاة الجمعة حيث نتناول الاحاديث الممتعة حول جميع ما يدور في العالم من حولنا ويبدي كل منا وجهة نظره، تطرقت الى قيام الاتحاد الاسلامي الذي أعلنت عنه السعودية برعايتها، ويضم 34 دولة إسلامية، ومهمته هو التصدي للارهاب، واثنيت عليه، فرد علي بوحمد بقوله: وهل تصدق هذا الكلام!! انه نوع من البروباغاندا التي ارادت الولايات المتحدة الاميركية ان تخدرنا به، وهل هنالك امر يجري اليوم من دون مباركة أميركا وتدخلها؟!

قلت له: لماذا التشاؤم، ولماذا نعتقد بان الولايات المتحدة تهيمن على العالم وتتحكم فيه وحدها؟!

* قال بوحمد: لأن الولايات المتحدة هي التي تسيطر على تصنيع الاسلحة وتدفقها، وتعطيها لمن تشاء وتحرمها ممن تشاء، لا شيء يجري من دون موافقتهم ومباركتهم.

قلت: ولكننا شاهدنا كيف استطاعت دول الخليج تشكيل تحالف إسلامي قاد تحرير اليمن بكل دقة وقوة؟!

* دخل بوعلي معنا على الحديث ليقول: ولكن الا ترى بان الولايات المتحدة قد اوقفت تقدم قوات التحالف في اليمن، التي باتت في موقف لاتحسد عليه، ولذلك سارعت الى الموافقة على اطلاق النار مع الحوثيين بضغط من الولايات المتحدة!!

* قلت له: بارك الله فيك، هذه الدعايات الفاشلة التي يثيرها البعض للحط من معنوياتنا يجب الا تنطلي علينا، فالتقدم الذي يحرزه التحالف في اليمن هو مفخرة كبيرة، لاسيما وانها المرة الأولى التي يعتمد فيها الخليجيون على انفسهم ويواجهون جيشا مدربا في بلاده!!

اما المبادرة التي وافقت عليها دول التحالف فقد كانت بسبب زيادة الإصابات في صفوف المدنيين وخشية الدول الكبرى من استشراء المجاعة بسبب تعنت الحوثيين وتعطيلهم دخول المساعدات، وكذلك لاتاحة المجال للحل السلمي ووقف الحرب، وذلك هو دأب الاطراف المتقاتلة في جميع الحروب!!

نحن لا ننكر بان الولايات المتحدة قد قدمت الدعم اللوجستي «لعاصفة الحزم» وانها قد باركتها وشجعت عليها، ولكن ذلك هو سر النجاح بأن لا تصادم الدول المتحكمة بالامور في العالم وفي نفس الوقت تحقق اهدافك من خلالها. والولايات المتحدة قد اضطرت للتنازل لنا بعد ان تكبدت 7 تريليونات خسائر في حروبها في العراق وافغانستان.

* قال بوحمد: ولكن كيف تم هذا الحلف بين يوم وليلة ومن دون مشاورات بين تلك الدول المشاركة، بل الاهم هو ان تلك الدول المشاركة تتكون من دول متضاربة في ما بينها وتفتقد الى أدنى درجات التنسيق بينها؟!

قلت: أوافقك بان ذلك الاعلان كان مفاجئا للجميع وانه قد يفتقر الى التنسيق الكافي، وان تشكيل جيش او قوات عسكرية لتطبيق تلك الاهداف الكبيرة قد لايكون واقعيا في تلك المرحلة، لكن ما الذي يمنع من ان نتنادى لقيام مثل ذلك التحالف، ثم نحاول التفاهم ولو مع بعض الدول المقتنعة بذلك الهدف، ونحاول توسيعه بقدر الامكان، بل لا مانع من شراء ولاءات بعض الدول الاسلامية التي تحتاج الدعم المالي منا!!

إننا بحاجة الى بث روح الأمل بين شعوبنا بدلا من ان ننتظر حتى تصل دولنا الى المثالية التي نطلبها، وتذكروا بان كثيراً من المعارك الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على اعدائهم مثل الغزو المغولي والحروب الصليبية كان وضع العالم الاسلامي فيها مضطربا مثل الاوضاع الحالية، والمسلمون ممزقون ومتفرقون ويهيمن عليهم اعداؤهم، ولكن استطاع بعض القادة الملهمين توحيد صفوف شعوبهم وشراء ولاءات بعض المترددين ليخوضوا بهم معارك التحرير، ولم ينتظروا قيام المجتمع المثالي المنشود قبل التحرك.

اذا فدعونا نتفاءل بان الامور ستتبدل بإذن الله الى الأفضل، وان الاوضاع لن تظل سوداء، وانه ما من حق يضيع اذا كان وراءه من يطالب به!!

قال بوحمد: دعونا ننتظر ليكتشف الحالمون منا كم هم بعيدون عن الواقع!!!!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك